Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 36, Ayat: 45-45)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
تعلمون أن إذَا أداة الشرط التي تفيد التحقيق . أما إنْ فتفيد الشكّ ، ومعنى { لَهُمُ } أي : للكافرين ، وجاء الفعل { قِيلَ } هكذا مبنياً للمجهول ليفيد العموم ، فكأن كل مؤمن عليه أنْ يقول ، وأنْ ينصح ، وأن يأخذ بيد غيره إلى طريق الله . والحق سبحانه في هذه الآية يقول لعباده المؤمنين : يا عبادي ، يا مَنْ آمنتم بي ، وصدَّقتم رسلي ، لكني أحب ألاَّ تدخروا وُسْعاً لتنقذوا خَلْقي من غضبي عليهم ، حين يُصِرُّون على الكفر ويقيمون عليه . وهذا نوع من الرجاء في المؤمنين أنْ يأخذوا بيد الكفار ، وأن ينقذوهم من دواعي غضب الله عليهم ، وهذا المعنى داخل تحت قول سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . ومعنى { مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ } [ يس : 45 ] أي : ما هو أمامكم ، وما ينتظركم من البعث والحشر والسؤال والحساب ، ثم النار { وَمَا خَلْفَكُمْ } [ يس : 45 ] يعني : ما سبقكم من العبر بالمكذِّبين قبلكم ، وكيف كانت عاقبتهم ونهاية كفرهم { لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } [ يس : 45 ] رجاء أنْ يرحمكم الله . إذن : فينبغي أن يكون في بال المؤمن أنْ يمهد السبيل لرحمة الكافر ، وأنْ يحاول وُسْعه أن ينقذه ، وأنْ يعطف عليه ، لا أنْ يسلك معه مسلَك اللدد والخصومة التي لا تجدي .