Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 37, Ayat: 153-155)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الهمزة في { أَصْطَفَى } [ الصافات : 153 ] همزة الاستفهام لأن الفعل { أَصْطَفَى } [ الصافات : 153 ] مبدوء بهمزة وصل ، فلما دخلتْ عليه همزة الاستفهام حُذِفَتْ همرة الوصل ، وأثبتت الهمزة التي جاءتْ لمعنى الاستفهام ، فأصله : أاصطفى . وهذا الاستفهام للتعجُّب والإنكار لأن الحق سبحانه هو خالق البنين والبنات ، فكيف يصطفي لنفسه سبحانه الجنسَ الأدنى ، وهو خالق الجنسين ؟ إذن : هذا كلام لا يُقبل حتى في ميزان العقل فالمسألة واضحة لذلك يأتي بهذين الاستفهامين للتعجُّب من قولهم ، فيقول : { مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ * أَفَلاَ تَذَكَّرُونَ } [ الصافات : 154 - 155 ] يعني بعقولكم فالأمر واضح ، وسبق أنْ أوضحنا أن الحق سبحانه يستفهم منهم ، حتى يأتي الحكم منهم هم على سبيل الإقرار ولا يكون إخباراً ، والإقرار سيد الأدلة ، أما الخبر فيحتمل الصدق ويحتمل الكذب ، في العقل . هذا دليل عقلي يبطل هذا الادعاء ، إلا أن الدليل العقلي قد تختلف فيه العقول ، لذلك ينقلنا الحق سبحانه إلى الدليل النقلي ، فلعلَّ عندهم كتاباً يدرسون في هذه المسألة : { أَمْ لَكُمْ سُلْطَانٌ … } .