Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 38, Ayat: 65-66)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
نفهم هذه الآيات في ضوء ما حكاه القرآن في أول السورة من تكذيب الكافرين لرسول الله ، ففي الآيات الأولى من السورة قال تعالى : { وَعَجِبُوۤاْ أَن جَآءَهُم مٌّنذِرٌ مِّنْهُمْ وَقَالَ ٱلْكَافِرُونَ هَـٰذَا سَاحِرٌ كَذَّابٌ * أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً إِنَّ هَـٰذَا لَشَيْءٌ عُجَابٌ } [ ص : 4 - 5 ] إلى أنْ قالوا : { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا بَلْ هُمْ فَي شَكٍّ مِّن ذِكْرِي بَل لَّمَّا يَذُوقُواْ عَذَابِ } [ ص : 8 ] . إذن : الآيات في صدر السورة تبين أن هؤلاء القوم عندهم خَلَل في قضيتين الأولى في قضية التوحيد { أَجَعَلَ ٱلآلِهَةَ إِلَـٰهاً وَاحِداً … } [ ص : 5 ] والأخرى : قضية النبوة { أَءُنزِلَ عَلَيْهِ ٱلذِّكْرُ مِن بَيْنِنَا … } [ ص : 8 ] . فجاءت هذه الآيات لتردَّ عليهم ولتصحح هذا الخلل ، فقال هنا : قل يا محمد { إِنَّمَآ أَنَاْ مُنذِرٌ … } [ ص : 65 ] واختار هنا الإنذار مع أن الرسول صلى الله عليه وسلم جاء بشيراً ونذيراً ، لأن الكلام هنا في مواجهة الكافرين ، فناسبهم الإنذار ، وفي القضية الأخرى يقول سبحانه : { وَمَا مِنْ إِلَـٰهٍ إِلاَّ ٱللَّهُ ٱلْوَاحِدُ ٱلْقَهَّارُ * رَبُّ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا ٱلْعَزِيزُ ٱلْغَفَّارُ } [ ص : 65 - 66 ] .