Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 174-174)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والبرهان هو الإعجاز الدال على صدق المبلغ الأخير عن الله ، وهو الحجة الدامغة . وقد يقول قائل : ما هو البرهان وما هو النور ؟ . ونعلم أن كل رسول يأتي بمعجزة تثبت صدق بلاغه عن ربه قد تكون المعجزة بعيدة عن المنهج ، ثم يعطيهم الرسول المنهج ببلاغ من الله مثال ذلك أن معجزة سيدنا موسى كانت العصا لكن منهجه هو التوراة . إذن فالمعجزة هي البرهان على صدق الرسول فيما بلغ عن ربه ، وقد لا يكون للمعجزة صلة بالمنهج ، فعيسى عليه السلام كانت معجزته إبراء الأكمه والأبرص وإحياء الموتى بإذن الله ومنهجه الإنجيل . اما رسولنا محمد صلى الله عليه وسلم وهو النبي الخاتم فقد تجلت معجزته في أنها عين منهجه ، إنّها القرآن ولم تنفصل المعجزة عن المنهج لأنه رسول عام إلى الناس كافة وإلى أن تقوم الساعة . هذا هو البرهان . أما " النور " فقد جاء أيضاً من أمر حسيّ لأن النور يمنع الإنسان من أن يتعثر في مشيته أو أن يخطئ الطريق أو أن يصطدم بالأشياء فيؤذيها أو تؤذيه . إذن النور الموجود في القرآن هو حقائق القيم ، أما نور الله في الماديات فهو أمر معروف للكافة . ومن بعد ذلك يقول الحق : { فَأَمَّا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ … } .