Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 4, Ayat: 62-62)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والمنافقون يواجهون تساؤلاً : لماذا ذهبتم للطاغوت ليحكم بينكم وتركتم رسول الله ؟ . فقالوا : نحن أردنا إحساناً ، وأن نرفق بك فلا تتعب نفسك بمشكلاتنا ، ونريد أن نوفق توفيقاً بعيداً عنك كيلا تصلك المسائل فتشق عليك ، ولم نرد مخالفة لك ولا تسخطاً على حكمك وهم يقولون هذا بعد أن انفضحوا أمام الناس . { فَكَيْفَ إِذَآ أَصَابَتْهُمْ مُّصِيبَةٌ … } [ النساء : 62 ] والمصيبة هي الأمر يطرأ على الإنسان بما يضرّه في عُرفه ولأنهم منافقون فهم يريدون أن يكون هذا النفاق مكتوماً ، فإذا جاءت حادثة لتفضحهم صارت مصيبة . على الرغم من أنّ الحادثة في واقعها ليست مصيبة . فعندما نعرف المنافقين ونظهرهم أمام أنفسهم وأمام الناس فنحن نكفي أنفسنا شرّهم . وهم يريدون بالنفاق أموراً لأنفسهم . وهكذا يكون الكشف لنفاقهم مصيبة بالنسبة لهم ، هم يرون النفاق نفعاً لهم ، فبه يستفيدون من أحكام الإسلام وإجرائها وتطبيقها عليهم ، وعندما ينفضح نفاقهم يشعرون بالمصيبة ، مثلهم كمثل الذي ذهب ليسرق ، ثم فوجئ وهو داخل المكان ليسرق أن الشرطة موجودة لتقبض عليه ، وهذا في الواقع نعمة لأنها تضرب على أيدي المجرم العابث ، لكنها بالنسبة له مصيبة . وعندما تحدث لهؤلاء المنافقين مصيبة فهم يحلفون بالله كذباً لأنهم يريدون استدامة نفاقهم ، ويحاولون أن يعتذروا عما حدث ، يحلفون بالله إنهم بالذهاب إلى الطاغوت وأرادوا الإحسان والتوفيق بينهم وبين خصومهم ، لكن الحق يعلم ما يخفون وما يعلنون . فيقول سبحانه : { أُولَـٰئِكَ ٱلَّذِينَ … } .