Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 4, Ayat: 72-72)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فساعة ندعو إنساناً منكم للحرب قد يبطئ ويتخاذل ، مثلما قال في آية أخرى : { مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ ٱنفِرُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱثَّاقَلْتُمْ إِلَى ٱلأَرْضِ … } [ التوبة : 38 ] . و { ٱثَّاقَلْتُمْ … } [ التوبة : 38 ] تعني : أن هناك من يتثاقل أي ينزل إلى الأرض بنفسه ، وعلينا أن نفرق بين من ينزل بجاذبية الأرض فقط ، وبين مَنْ يساعد الجاذبية في إنزاله ، فمعنى " اثاقل " أي تباطأ ، وركن ، وهذا دليل على أنه يريد أن يتخاذل ، وهؤلاء لا يتباطأوا فحسب بل إنهم أقسموا على ذلك . ومنهم مَنْ كان يثبط ويُبَطِّئ غيره عن الغزو كالمنافق عبد الله بن أبيّ . { وَإِنَّ مِنْكُمْ لَمَن لَّيُبَطِّئَنَّ } [ النساء : 72 ] فافهموا وخذوا هذه المناعة ضد مَنْ يعوق زحف المنهج قبل أن تبدأ المعركة ، حتى إذا وقعت المعركة نكون قد عرفنا قوتنا وأعددنا أنفسنا على أساس المقاتلين الأشداء . لا على من يتباطأون ويتثاقلون ، فهناك مَنْ يفرح ببقائه حياً عندما يرى هزيمة المسلمين أو قتل بعضهم لأنه لم يكن معهم ، فيظهر الحق أمثال ذلك ويقول : { فَإِنْ أَصَابَتْكُمْ مُّصِيبَةٌ قَالَ قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } [ النساء : 72 ] . لقد تراخى وبقي ، وعندما تأتيهم المصيبة من قتل ، أو من هزيمة يقول لنفسه : الحمد لله إنني لست معهم . إذن تثاقله وتخلفه وتأخره عن الجهاد ، كان عن قصد وإصرار في نفسه . وهذه قمة التبجح فهو مخالف لربنا وعلى الرغم من ذلك يقول : أنعم الله عليّ ، مثله كمثل الذي يسرق ويقول : ستر الله عليّ ، وهذه لهجة من لم يفهم المنهج الإيماني ، فيقول : { قَدْ أَنْعَمَ ٱللَّهُ عَلَيَّ إِذْ لَمْ أَكُنْ مَّعَهُمْ شَهِيداً } [ النساء : 72 ] . إنه لم يكن معهم ولم يكن شهيداً ويعتبر هذا من النعمة ، ولذلك قال بعض العارفين : إن من قال ذلك دخل في الشرك ، فالمصيبة في نظره إما قتل وإما هزيمة . ثم ماذا يكون موقف المتخاذل المتثاقل المتباطئ عند الغنيمة أو النصر ؟ يقول الحق : { وَلَئِنْ أَصَابَكُمْ فَضْلٌ مِنَ الله … } .