Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 40, Ayat: 41-42)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
هذا كلام الرجل المؤمن من آل فرعون ، كأنه كلام الأنبياء ، وإني حتى الآن لم أَهْتد إلى سبب يقنعني كيف سكت فرعون على هذا الكلام ، ولا أستطيع إلا أن أقول : إن الله سبحانه قادر على أنْ يجمع بين الشيء ونقيضه ، فالمؤمن يجهر بهذا الكلام الإيماني لكن الحق سبحانه يُدخله في أذن فرعون غير ذلك ، وإلا لما سكت عنه وتركه يتكلم بهذا المنطق الإيماني الذي يهدم ألوهية فرعون المدَّعاة ، أو كما قلنا أن وارد الرحمن لا يُعارض . وقوله : { مَا لِيۤ } [ غافر : 41 ] يستفهم عن شيء في نفسه : كيف أدعوكم إلى النجاة وأنتم تدعونني إلى النار ؟ أي : إلى ما يؤدي إلى النجاة وما يؤدي إلى النار ، قالوا : لأن الخير لا يكون خيراً إلا إذا أحببته لسواك ، لذلك قال صلى الله عليه وسلم : " لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه " . ثم يوضح معنى { أَدْعُوكُـمْ إِلَى ٱلنَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِيۤ إِلَى ٱلنَّارِ } [ غافر : 41 ] فيقول : { تَدْعُونَنِي لأَكْـفُرَ بِٱللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَاْ أَدْعُوكُمْ إِلَى ٱلْعَزِيزِ ٱلْغَفَّارِ } [ غافر : 42 ] فأنتم تحثونني على الكفر بالله والشرك به ، وأنا أحثكم على الإيمان به .