Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 40, Ayat: 77-77)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نعم { إِنَّ وَعْدَ ٱللَّهِ حَقٌّ … } [ غافر : 77 ] أي : وعده بنصرة رسله وهو حق ، لأنه تعالى قادر على إنفاذ وعده ، وبيَّنا الفرق بين وعدك ووعد الله ، وعدك أنت غير الحق لأنك لا تملك أسباب الوفاء به وتضمنها ، أما الحق سبحانه فله صفات الكمال ، ولا يمنعه شيء من تحقيق وعده . وقوله : { فَـإِمَّا نُرِيَنَّكَ بَعْضَ ٱلَّذِي نَعِدُهُمْ … } [ غافر : 77 ] أي : من العذاب في الدنيا . { أَوْ نَتَوَفَّيَنَّكَ … } [ غافر : 77 ] تموت قبل أن ترى فيهم آية { فَإِلَيْنَا يُرْجَعُونَ } [ غافر : 77 ] أي : في الآخرة حيث لا يفلتون من العذاب لذلك قال تعالى : { وَلَنُذِيقَنَّهُمْ مِّنَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَدْنَىٰ دُونَ ٱلْعَذَابِ ٱلأَكْبَرِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ السجدة : 21 ] . العذاب الأدنى ما يقع لهم في الدنيا ، والعذاب الأكبر يوم القيامة ، يعني : لا مفرَّ لهم . ثم يُوضح سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم حقيقة الرسالة ، يقول له : اعلم يا محمد أنك لستَ بدعاً من الرسل ، ولستَ أول مَنْ أُوذِي في سبيل دعوته ، فكل مَنْ سبقك من إخوانك في موكب الرسالات أُوذِي بقدر رسالته ، لذلك فأنت أشدّهم إيذاءً ، لأنك نبيُّ آخر الزمان ، ورسالتك عامة للناس كافة في كل زمان ومكان ، فلا بُدَّ أنْ يكون ابتلاؤك أشدَّ ممَّنْ سبقوك . يقول سبحانه : { وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلاً مِّن قَبْلِكَ مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ … } .