Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 41, Ayat: 52-52)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى { قُلْ } أي : قل لهم يا محمد { أَرَأَيْتُمْ } أخبروني ، واحكموا أنتم { إِن كَانَ مِنْ عِندِ ٱللَّهِ ثُمَّ كَفَرْتُمْ بِهِ } [ فصلت : 52 ] أي : كفرتم بالمنعم { مَنْ أَضَلُّ مِمَّنْ هُوَ فِي شِقَاقٍ بَعِيدٍ } [ فصلت : 52 ] يعني : لا أحدَ أضلُّ ممن زرع الشقاق والخلاف بين النعمة والمنعم ، فأخذ النعمة وكفر بالمنعم ، فمن هنا استفهامية أفادت التعجب والإنكار ، فالنعمة تقتضي شكر المنعم وحمده . والحق سبحانه في آيات أخرى يعرض علينا نعمه عرضاً كريماً رحيماً ، ويمتن علينا بها فيقول : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا } [ إبراهيم : 34 ] كلمة { إِن } أفادتْ الشك لأن الإنسان لا يقبل على عدِّ شيء إلا إذا كان مظنة العد والإحصاء والحصر ، فعلى فرض إنْ حدث وأقبلتم على عَدِّ نعمة الله فلن تحصوها ، وسماها نعمة بالإفراد ولم يقُلْ نعم لأنك حين تتأمل النعمة الواحدة تجد في طياتها نِعَماً كثيرة . وهذه الآية وردت في موضعين ، لكن تذييل كل منهما مختلف عن الأخرى فواحدة : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَتَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَا إِنَّ ٱلإنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ } [ إبراهيم : 34 ] والأخرى : { وَإِن تَعُدُّواْ نِعْمَةَ ٱللَّهِ لاَ تُحْصُوهَآ إِنَّ ٱللَّهَ لَغَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ النحل : 18 ] . لأن عناصر الإنعام ثلاثة : نعمة ومُنعِم ومُنعَم عليه ، فمن ناحية النعمة فهي كثيرة لا تُعدُّ ولا تُحصَى ، ومن ناحية المنعم فهو سبحانه غفور رحيم ، ومن ناحية المنعَم عليه فظلوم كفار . فكأن ربَّك عز وجل يقول لك : يا عبدي لا تيأس من رحمتي ، ولا تزهد في دعائي مهما كنتَ ظلوماً كفاراً ، لأن ربك غفور رحيم .