Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 6-7)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قل أي : في الرد عليهم { إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَىٰ إِلَيَّ … } [ فصلت : 6 ] يعني : لماذا تقفون مني ومن دعوتي هذا الموقف المعاند ؟ لماذا تجعلون بيني وبينكم الحُجُب ، وأنا واحد منكم عربي مثلكم تعرفون صِدْقي وتاريخي قبل ذلك بين ظهرانيكم . ومن رحمة الله بكم أنْ أرسلني إليكم بشراً من جنسكم ، ولم يرسل إليكم مَلكاً : { وَلَوْ جَعَلْنَٰهُ مَلَكاً لَّجَعَلْنَٰهُ رَجُلاً وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِم مَّا يَلْبِسُونَ } [ الأنعام : 9 ] ، وتعلمون سوابقه في الصدق والأمانة والعفة . ثم لو جاءكم مَلَكٌ ، أكنتم تقتدون به على مَلَكيته ؟ إن الأسوة لا تكون من المَلَك للبشر . وتأمل الأدب والتواضع من رسول الله في قوله : { إِنَّمَآ أَنَاْ بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ … } [ فصلت : 6 ] يعني : لا كبرياء ولا تعالٍ ، لكن فضلني الله عنكم بأنه { يُوحَىٰ إِلَيَّ … } [ فصلت : 6 ] ومضمون هذا الوحي { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ … } [ فصلت : 6 ] وما دام يُوحى إليَّ فأنا مُبلِّغ لا ذنبَ لي تؤاخذونني عليه ، أنا بشر مثلكم ومن أنفسكم لا أمتاز عليكم إلا بما ميَّزني الله به من الوحي . لذلك نجد الحق سبحانه كثيراً ما يصحح لرسول الله ويُعدِّل له الحكم ويعاتبه ، ورسول الله هو نفسه الذي يخبرنا بذلك ، وهذا دليلٌ على أنه أمين في البلاغ عن ربه ، لذلك يقول تعالى : { وَلَوْ تَقَوَّلَ عَلَيْنَا بَعْضَ ٱلأَقَاوِيلِ * لأَخَذْنَا مِنْهُ بِٱلْيَمِينِ * ثُمَّ لَقَطَعْنَا مِنْهُ ٱلْوَتِينَ } [ الحاقة : 44 - 46 ] . وقال : { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ … } [ فصلت : 6 ] ولم يقل ربكم لأنهم يؤمنون بوجود الله الخالق الرازق ، المشكلة عندهم في الإله المعبود ، فالإله المعبود له أوامر ومطلوبات الإله يقتضي الطاعة في الأمر وفي النهي ، فهم مسلمون بالربوبية مشركون في الألوهية ، فأراد أنْ يبين لهم : { أَنَّمَآ إِلَـٰهُكُمْ إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ … } [ فصلت : 6 ] ليس متعدداً ، مرة يقول { إِلَـٰهٌ وَاحِدٌ … } [ فصلت : 6 ] وفي سورة الإخلاص قال : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } [ الإخلاص : 1 ] واحد يعني ليس له ثانٍ ، وأحد يعني أحد في ذاته غير مركّب من أشياء فهي تنفي التجزؤ . وقد اتخذ الكفارُ آلهةً متعددة ليُرضوا ما في أنفسهم من عاطفة التديُّن ، وليكون لهم إله معبود بلا منهج وبلا تكاليف ، لذلك قلنا : إن من الوسطية في ديننا أنه يؤمن بإله واحد ، في حين يوجد مَنْ يؤمن بآلهة متعددة ، ويوجد مَنْ ينكر الإله بالمرة ، فجاء الدين الإسلامي وبيَّن أن الإله واحد . وما دام هو إله واحد { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ وَٱسْتَغْفِرُوهُ … } [ فصلت : 6 ] استقم يعني : سِرْ على حدّ الاستقامة لا تميل هنا ولا هناك . قالوا : كان رجل من طيء ، اسمه ابن بندر رأى شاباً بيته هنا ، لكن لا يذهب إليه من الطريق المعتاد المستقيم ، إنما يدور في طرقات القرية ليذهب إلى بيته . فعرف من ذلك أن الشاب يقصد بدورانه في الطرقات شيئاً مريباً ، فقال له : يا هذا استقم إلى بيتك يعني : اذهب إليه من الطريق المستقيم ، عندها عرف الشاب أن الرجل فقسه وعرف قصده غير الشريف فارتدع . كذلك قوله تعالى : { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ … } [ فصلت : 6 ] يعني : اقصدوه من طريق الاستقامة ، وسمَّى طريقه الصراط المستقيم ، وقد أثبت العلم أن الطريق المستقيم هو أقصر مسافة بين نقطتين ، ثم إن الطريق المستقيم قد يكون ضيقاً يجبرك على الاستقامة عليه ، وقد يكون واسعاً يسمح بالميل يميناً ويساراً أوتوستراد . فإنْ كان واسعاً فاستقم فيه أيضاً لتقصر على نفسك مسافة الوصول ، لأنك حين تميل تزيد المسافة ، لذلك قال : { سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ البقرة : 108 ] يعني : في وسطه دون ميل ، بحيث يكون ما على يمينك مثل ما على شمالك ، فمرة قال { ٱهْدِنَا ٱلصِّرَاطَ ٱلْمُسْتَقِيمَ } [ الفاتحة : 6 ] ومرة قال { سَوَآءَ ٱلسَّبِيلِ } [ البقرة : 108 ] . فقوله تعالى : { فَٱسْتَقِيمُوۤاْ إِلَيْهِ … } [ فصلت : 6 ] أي : بدايةً ، فإنْ أصابتكم غفلة عن المنهج واقترفتم شيئاً { وَٱسْتَغْفِرُوهُ … } [ فصلت : 6 ] أي : اطلبوا منه المغفرة . { وَوَيْلٌ لِّلْمُشْرِكِينَ * ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ … } [ فصلت : 6 - 7 ] لأن الاستغفار طلب مَحْو الشيء السابق ، والقاعدة الشرعية تقول : إن درء المفسدة مُقدَّم على جَلْب المصلحة . ومثَّلنا لذلك بواحد يريد أنْ يرمي لك تفاحة ، وواحد يريد أن يرميك بحجر فأيهما أَوْلى ، الأَوْلَى دَفْع الحجر ، فقال { وَٱسْتَغْفِرُوهُ … } [ فصلت : 6 ] ليتم لكم مسْح الذنوب ، ولُتنشئوا مع الله علاقة جديدة قائمة على الطاعة والاستقامة . كلمة { وَوَيْلٌ … } [ فصلت : 6 ] يعني : هلاك { لِّلْمُشْرِكِينَ * ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ … } [ فصلت : 6 - 7 ] وهل فُرضَتْ الزكاةُ على مشرك ؟ الزكاة لم تكُنْ فُرضت حتى على المؤمنين في هذا الوقت . قالوا : المراد بالزكاة هنا تطهير المال في حالة نموه ، وكان المشركون يفعلون ذلك بالفعل ، لكن يفعلونه من منطق الكرم والسمعة الطيبة ، ولم يكُنْ الله في بالهم . لذلك حُكِي أن المطعم بن عدي كان له قِدْرٌ يطعم فيه كذا وكذا ، حتى أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كنت أستظل من وهج الشمس بظل قِدْر المطعم بن عدي " . ومثله حاتم الطائي وغيرهم من كرماء العرب ، لكنه قال : { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ } [ فصلت : 7 ] لأن الإنسان عادة يحب ماله ، والحق سبحانه يقول : { وَمَن يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُوْلَـٰئِكَ هُمُ ٱلْمُفْلِحُونَ } [ الحشر : 9 ] لأن للإنسان مطالبَ كثيرة في الحياة . كان البيع والشراء تبادلاً عينياً . يعني : تعطيني سلعة ، وأعطيك مقابلها سلعة أخرى ، وقت لم يوجد النقد بَعْد تعطيني قمحاً ، وأعطيك تمراً مثلاً ، فكل شيء من هذه الأشياء ثمن وسلعة ، فالقمح عندك سلعة ، والتمر عندي ثمن . فكل واحد منا بائع ومُشْتَرٍ . لذلك قال تعالى في قصة سيدنا يوسف : { وَقَالَ ٱلَّذِي ٱشْتَرَاهُ مِن مِّصْرَ لاِمْرَأَتِهِ أَكْرِمِي مَثْوَاهُ … } [ يوسف : 21 ] فقال : اشتراه يعني أخذه وقال عن الآخرين : { وَشَرَوْهُ بِثَمَنٍ بَخْسٍ دَرَاهِمَ مَعْدُودَةٍ … } [ يوسف : 20 ] يعني : باعوه . إذن هذه مبادلة ، كل واحد منهم بائع ومشتر في نفس الوقت . { ٱلَّذِينَ لاَ يُؤْتُونَ ٱلزَّكَاةَ وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } [ فصلت : 7 ] أم أن هذه كلمة عامة ، فبإِشراكهم لم يأخذوا حكم الله في الزكاة ، فلم يَعُدْ فيهم خير لبيئاتهم ولا لمواطنيهم ، لأن الله تعالى يريد من الإيمان أنْ ينشر الاستطراق العبودي في البشر ، بأن يعين القوي الضعيف ، والصحيح يعين المريض ، والغني يعين الفقير ، والعالِم يعين الجاهل . ولكن أهم زاوية من زوايا الحياة هي زاوية استبقاء الحياة بالقوت ، والقوت يحتاج إلى المال ، لذلك الحق سبحانه وتعالى حين يتكلم في هذه المسألة عن المؤلَّفة قلوبهم ، وهم قوم نريد أن نُرقق قلوبهم ناحية دين الله ، ونجذبهم إليه ليُحسنوا التمعن والاختيار ، لا أن نشتريهم للدين كما يدعي البعض . ومن الطرق إلى هذه الغاية أنْ نحسن إليهم ، لذلك جعلهم الله تعالى مصرفاً من مصارف الزكاة ، وأعطاهم من مال الله لانتْ قلوبهم . وحين تُحسن إلى شخص ماذا فعلتَ به ؟ أولاً نفضت عنه البغض ، وما دُمْتَ نفضتَ عنه البغض ، فلا ينظر إليك وهو كاره لك ولا حاقد عليك ، وعلى الأقل يسمع منك ، وهذا ما حدث للمؤلَّفة قلوبهم . لذلك لما انتقل رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتد جماعة من العرب عن دين الله ، لماذا ؟ أول شيء ارتدوا من أجله فريضة الزكاة ، ومن أجلها كانت حروب الردة ، لذلك سمعنا أن سجاح مدعية النبوة ومسيلمة أول ما قالوا في دعواهم قالوا : نسقط عنكم الزكاة . لينالوا بذلك الرضا عن نبوتهم المزعومة ، يريدون بذلك تخفيف التكاليف التي تشق على النفس . وبعضهم قال : نسقط عنكم نصف الصلاة ، وكل مُخفف لشرع الله باطل وفيه إيذاء ، لأنه ينزل من منهج الله إلى منهج التخفيف ، والله سبحانه حين يريد التخفيف والتيسير يأتي بالتيسير من عنده سبحانه ، ومنهج الله لا يُستدرك عليه . وفي شرع الله أحكام كثيرة تدل على هذا التخفيف ، كصيام المريض والمسافر ، وصلاة المريض والمسافر ، وغير ذلك كثير في الشرع ، فالله المشرِّع لك هو الذي يحدد لك التخفيف ، لا أنت ، وهو سبحانه أعلم بمدى المشقة التي تحتاج إلى تخفيف الحكم . لذلك نسمع مَنْ يقول : نريد أنْ نُجدد الإسلام ، نقول : سبحان الله ، يا قوم اتقوا الله كيف نُجدد الإسلام ؟ وكيف نستدرك على أحكام الله ، ونقول : يا شيخ جدِّد ما شئتَ فلن يلبس مسلم جديدك ، والعلة أن لباسَ التقوى من الخالق لا يَخْلَقُ حتى يُجدده مخلوق ، أريحوا أنفسكم . لكن لماذا جعل الله تعالى من الناس الغنيَّ والفقير المحتاج ؟ لماذا لم يجعلهم جميعاً في سَعَة ولا داعي للزكاة إذن ؟ قالوا : لأن الله تعالى يريد أنْ يُشيع بين خَلْقه التراحم والتوادّ ، وحين يجد الفقير الغني لا يتكبر عليه بغناه ، بل يأتي إليه ويطرق عليه بابه ، ويعطيه حقه في مال الله ، ساعتها يحبه ويحب له الخير والمزيد ولا يحقد عليه ، ولا يتمنى زوال النعمة من بين يديه . إذن : حين تعطي إنما تستل الغضب والحقد من النفوس ، فتجعل مالك عُرْضة للمزيد . والحق سبحانه قادر على أنْ يجعل الناس جميعاً أغنياء ، إنما الحكمة في أن يوجد الغني الفقير ، وأن تتداول هذه المسألة ، فقد لا يدوم للغني غِنَاه ، ولا يدوم للفقير فقره ، فالأحوال تتقلب ، بحيث يرتبط كُل بكُلٍّ ارتباطَ محبة ومودة ، والارتباط هنا ليس ارتباطَ تفضل ، إنما ارتباط حاجة . إننا لو تخرَّجنا جميعاً في الجامعة ، فمَنْ يكنس الشارع ، ومَنْ يقود السيارة ، ومَنْ يصنع لنا كذا وكذا ؟ تقول : يمكن أنْ نتفق على أن يقوم كلٌّ منا بعمل في يوم محدد . نقول : نعم لكن يكون العمل هنا تفضُّلاً ، والتفضل لا يلزم أحداً إنما تلزمه الحاجة ، والله يريد أن ترتبط مصالح الناس بالحاجة ، ولذلك تجد الرجل يعمل العمل الشاقّ ، وربما فيه أذى ، قد لا تتحمله أنت ، وقد ترى هذا العمل حقيراً ، فما الذي حمله عليه ؟ حملته الحاجة ، وألجأته إليه ضروريات الحياة ، وأكْل العيش ومسئولية الأسرة والأولاد ، وإلا ما أهان نفسه هكذا . ووالله لقد شاهدنا في بيت واحد رجلاً يعمل صرماتي ، وأخاه يبيع العطور ، وتأمل ماذا يشم كل واحد منهما . وكان سيدنا الشيخ موسى رضي الله عنه كثيراً ما يدعو ويقول : اللهم أفقر الصنَّاع وأغْنِ العلماء ، وكنا نغضب من هذا الدعاء ونقول له : ماذا تقول يا سيدنا ؟ كيف ذلك ؟ فيقول : والله لو افتقر العلماء لزلُّوا في الفتوى ، ولو اغتنى الصناع لما انتفعنا منهم بشيء . نعم رأينا فعلاً العامل إنْ كان في جيبه عشرة جنيهات قعد عن العمل حتى يصرفها . إذن : لا بدَّ من الحاجة لتُقضَى مصالح الخَلْق . الحق سبحانه وتعالى جعل استطراق المال في المجتمع أهمَّ قضية في الإسلام ، لذلك جعلها من أركان الإسلام ، فالحق سبحانه لم يعْفِ أحداً من أن يمدَّ يد الاستطراق الاقتصادي للغير ، إنْ كان واجداً يبذل ، وإنْ كان غير واجد مالاً فليجد مقالاً ينصح به مَنْ يجد . قال تعالى : { لَّيْسَ عَلَى ٱلضُّعَفَآءِ وَلاَ عَلَىٰ ٱلْمَرْضَىٰ وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ لاَ يَجِدُونَ مَا يُنفِقُونَ حَرَجٌ إِذَا نَصَحُواْ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ مَا عَلَى ٱلْمُحْسِنِينَ مِن سَبِيلٍ … } [ التوبة : 91 ] . فإذا لم يكُنْ لديه المال ولا المقال الذي يُرقِّق به القلوب ، فلا أقلَّ من أنْ يفعل ذلك في ذاته : { وَلاَ عَلَى ٱلَّذِينَ إِذَا مَآ أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ … } [ التوبة : 92 ] أي في الجهاد { قُلْتَ لاَ أَجِدُ مَآ أَحْمِلُكُمْ عَلَيْهِ تَوَلَّوْا وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ ٱلدَّمْعِ حَزَناً أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنْفِقُونَ } [ التوبة : 92 ] . وهذه هي المرحلة الثالثة : إنْ كان واجداً فليبذل ، وإنْ كان غير واجد فليبذل المقال الذي يُرقِّق به قلوب الواجدين ، وأخيراً إذا لم يجد هذا ولا هذا يحزن في نفسه أنه لا يجد ، فنفسه تتوق للبذل لكنه لا يجد ، ويصل به الوَجْد في هذه المسـألة إلى أنه يبكي ألماً وحزناً لشوقه إلى العطاء . هذا كله لاستطراق المال والاقتصاد في المجتمع الإسلامي لأنه عَصَبُ الحياة وبه تُسْتبقى الحياة ، وبه يكون القوت . وقوله سبحانه : { وَهُمْ بِٱلآخِرَةِ هُمْ كَافِرُونَ } [ فصلت : 7 ] يعني : كفروا في البداية حين أشركوا بالإله الواحد ، وكفروا في النهاية بالآخرة ، كفروا في المنبع والمصب .