Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 41, Ayat: 9-9)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

انتقل السياق هنا إلى النظر في آيات الكون ، لأنها هي الوسيلة للإيمان بالمكوِّن سبحانه ، فالكون كَوْن عجيب بديع مُتقن في نظامه وفي هندسته ، هذا النظام مُستقر لا يتخلف ولا يطرأ عليه ما يُخرجه عن هذا الإتقان ، فإنْ أردتَ أنْ تُرقِّق قلوب الناس فذكِّرهم بالآيات الكونية الطبيعية التي لا دخْلَ للإنسان فيها . لذلك نجد كثيراً في القرآن : { وَمِنْ آيَاتِهِ … } [ الشورى : 32 ] . وهنا يحدثنا عن الخلق الأول وبداية نشأة هذه الأرض { قُلْ أَإِنَّكُمْ لَتَكْفُرُونَ بِٱلَّذِي خَلَقَ ٱلأَرْضَ فِي يَوْمَيْنِ … } [ فصلت : 9 ] والهمزة هنا أفادتْ الاستفهام الإنكاري الذي ينكر عليهم كفرهم بالخالق سبحانه ، وكأنه يقول لهم : إن هذا العمل منكم معلوم لنا وهو لا يجوز ، فيريد سبحانه أنْ يلفتهم إلى المقابل . ثم لم يكتفُوا بالكفر بالخالق بل { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً … } [ فصلت : 9 ] يعني : شركاء . مع أنهم يعلمون أنه سبحانه الخالق وحده { وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَهُمْ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ فَأَنَّىٰ يُؤْفَكُونَ } [ الزخرف : 87 ] { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ قُلِ ٱلْحَمْدُ لِلَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لاَ يَعْلَمُونَ } [ لقمان : 25 ] . هكذا يعترفون بها عندما يغيب عنهم اللَّدد والعناد . وقوله : { فِي يَوْمَيْنِ … } [ فصلت : 9 ] أي : اليوم المعروف لنا ، واليوم عندنا من الوقت إلى مثله ، ويشمل الليل والنهار لأن الله يخاطبنا بما نعرفه { وَتَجْعَلُونَ لَهُ أَندَاداً … } [ فصلت : 9 ] شركاء لم يخلقوا شيئاً { ذَلِكَ رَبُّ ٱلْعَالَمِينَ } [ فصلت : 9 ] أي : هذا الذي تجعلون له أنداداً هو ربُّ العالمين ، وهو ربّ العالمين بإقراركم أنتم { وَلَئِن سَأَلْتَهُمْ مَّنْ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضَ لَيَقُولُنَّ ٱللَّهُ … } [ لقمان : 25 ] .