Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 16-16)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { وَٱلَّذِينَ يُحَآجُّونَ فِي ٱللَّهِ … } [ الشورى : 16 ] أي يجادلون في دين الله ، يجادلون مَنْ ؟ يجادلون الذين استجابوا لدعوة الحق { مِن بَعْدِ مَا ٱسَتُجِيبَ لَهُ … } [ الشورى : 16 ] يقولون لهم : ديننا أقدم من دينكم ، ورسولنا أقدم من رسولكم ، والقرآن يشهد لنا أننا الأفضل في العالمين ، يريدون من ذلك الجدل أنْ يردوهم عن إيمانهم . هؤلاء { حُجَّتُهُمْ دَاحِضَةٌ عِندَ رَبِّهِمْ … } [ الشورى : 16 ] يعني : حجة باطلة لا تُقبل عند الله تعالى ، ولا يصح أنْ يُلتفت إليها أبداً { وَعَلَيْهِمْ غَضَبٌ … } [ الشورى : 16 ] أي : غضب من الله ، لماذا ؟ لأنهم لم يكتفوا بأنهم كافرون في أنفسهم ، إنما أرادوا أنْ يأخذوا غيرهم إلى الكفر ، وبذلك يحملون أوزارهم وأوزار مَنْ أضلوهم ، فاستحقُّوا هذا المصير ، وهو غضب الله عليهم ، والغضب هو أول مراحل العذاب . لذلك في حديث قدسي بيَّن الحق سبحانه حال جماعة غضب الله عليهم ، ثم أمر بالحجاب عنهم ، ثم لعنهم ثم طردهم من رحمته تعالى ، ولتوضيح هذه المسألة نقول - ولله المثل الأعلى - مثل رجل عنده شركة فيها موظفون وفيها عمال ، فواحد منهم ارتكب خطأ أغضب صاحب الشركة فتغيَّر قلبه من ناحيته لكن تركه في عمله ثم ارتكب خطأ آخر ، فقال له : ابتعد عني لا تجعلني أرى وجهك وكأنه ضرب بينه وبينه حجاباً حتى لا يراه ، ثم في المرحلة الأخيرة قال : هذا الموظف لا بدَّ أنْ يُطرد من العمل . كذلك الحق سبحانه غضب على هؤلاء ، ثم ضُرب دونهم حجابٌ ثم لعنهم ثم طردهم من رحمته تعالى { وَلَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ } [ الشورى : 16 ] أي : في الآخرة .