Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 42, Ayat: 36-36)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله : { مِّن شَيْءٍ … } [ الشورى : 36 ] يعني : كل ما يقال له شيء من مُتَع الحياة ، كالمال والأولاد والزوجات والمناصب والصحة والجاه … إلخ . كل هذا متاع الحياة الدنيا فحسب تتمتع به في الدنيا ، والدنيا بالنسبة لك ليست هي الفترة من آدم إلى قيام الساعة ، بل هي مدة بقائك أنت فيها لا دَخْلَ لك بمدة حياة الآخرين ، فأنت لا تمر على الدنيا إنما الدنيا هي التي تمر عليك . إذن : مهما كان متاعك فهو موقوت بعمرك في الدنيا وينتهي { وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ لِلَّذِينَ آمَنُواْ وَعَلَىٰ رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ } [ الشورى : 36 ] لأنك في الدنيا تتمتع على قدر جهدك فيها وعلى قدر إمكانياتك ، أما في الآخرة فالمتعة على قدْر الحق سبحانه ، وإنْ كان متاع الدنيا يزول فمتاع الآخرة باقٍ دائم خالد . إذن : عندما تقيس مستوى النعمة التي تعيشها في الدنيا بمستوى النعمة في الآخرة تعلم أن ما عند الله خيرٌ وأبقى ، وحين تعلم هذه الحقيقة ينبغي عليك أن تعمل لها ، لأن هذه الخيرية ، وهذا البقاء موقوفٌ على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون ، فهنا عقيدة وعمل بالأسباب . وفَرْق بين مَنْ يتوكل على الله بأن يأخذ أولاً بالأسباب ثم يتوكل على الله ، ومن يتواكل أي يقول توكلت على الله ويترك السَّعْي والأخْذ بالأسباب . إذن : المؤمن يتوكل بقلبه ويعمل بجوارحه . وقد نزلتْ هذه الآية { فَمَآ أُوتِيتُمْ مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا … } [ الشورى : 36 ] في جماعة من صناديد قريش وعلى رأسهم الوليد ابن المغيرة ، لما حسدوا رسول الله وحقدوا عليه لما اصطفاه الله للرسالة فقالوا : { وَقَالُواْ لَوْلاَ نُزِّلَ هَـٰذَا ٱلْقُرْآنُ عَلَىٰ رَجُلٍ مِّنَ ٱلْقَرْيَتَيْنِ عَظِيمٍ } [ الزخرف : 31 ] يعني : عنده كذا وكذا ، فردَّ الله عليهم أن هذا كله متاع دنيوي زائل ، وما عند الله خير منه وأبقى .