Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 27-27)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى : { فَطَرَنِي } [ الزخرف : 27 ] خلقني وأبدعني { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } [ الزخرف : 27 ] دلَّتْ على أن المنهج لا بدَّ أن يكون من الذي خلق ، فهو الذي يضع المنهج ، وهو الذي يهدي ، ولا يصح أن الله يخلق والناس تضع المنهج . كما قلنا في مسألة الصانع الذي يضع كتالوج لصيانة صَنْعته لأنه الأدْرى بها الخبير بما يُصلحها . هنا قال : { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } [ الزخرف : 27 ] بالسين الدالة على الاستقبال ، وفي موضع آخر قال { فَهُوَ يَهْدِينِ } [ الشعراء : 78 ] بالمضارع ، وهذا يدل على الهداية من الله متصلة في الحاضر والمستقبل . ولأن الهداية والمنهج لا يكون إلا من الذي خلق استخدم أسلوب القصر : { فَإِنَّهُ سَيَهْدِينِ } [ الزخرف : 27 ] وفي آية الشعراء { ٱلَّذِي خَلَقَنِي فَهُوَ يَهْدِينِ * وَٱلَّذِي هُوَ يُطْعِمُنِي وَيَسْقِينِ * وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } [ الشعراء : 78 - 80 ] . فقدَّم الضمير المنفصل على الفعل ، ليدل على قَصْر الفعل على الله تعالى ، لأن هذه الأفعال بها شُبْهة المشاركة مع الله تعالى ، أما في الأفعال التي لله وحده لا شبهةَ للمشاركة فيها ، فتأتي بدون قَصْر : { وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ } [ الشعراء : 81 ] .