Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 43, Ayat: 48-48)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى { آيَةٍ } [ الزخرف : 48 ] يعني : معجزة { إِلاَّ هِيَ أَكْبَرُ مِنْ أُخْتِهَا } [ الزخرف : 48 ] يعني : كل معجزة أعظم وأوضح من سابقتها ، وهذا يعني أن الإعجاز واضح في جميع الآيات على كثرتها ، فكل آية كبيرة من جهة ما لأن المقصود من الآيات الإعجاز وإثبات شيء ليس في مقدور البشر ولا طاقتهم ، وما دام أن كل آية تؤدي هذا الغرض فهي آية كبيرة . وقوله : { وَأَخَذْنَاهُم بِٱلْعَذَابِ } [ الزخرف : 48 ] أي : عاقبناهم على تكذيبهم بالعذاب ، وقد أوضح الحق سبحانه هذا العذاب في موضع آخر ، فقال : { وَلَقَدْ أَخَذْنَآ آلَ فِرْعَونَ بِٱلسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِّن ٱلثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [ الأعراف : 130 ] ؟ وتأمل تذييل هاتين الآيتين ، مرة : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الزخرف : 48 ] ومرة { لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ } [ الأعراف : 130 ] فالحق سبحانه لا يُعذِّب خَلْقه لأنه يحب أن يعذبهم إنما يعذبهم ليعودوا إليه ، فحتى العذاب هنا رحمة بهم . @ فَقَسَا ليَزْدَجِرُوا ومَنْ يَكُ حَازِماً فَلْيَقْسُ أَحْيَاناً عَلَى مَنْ يرْحَمُ @@ وقوله : { لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ } [ الزخرف : 48 ] أي : عن المكابرة والجدال والعناد ، لكن هل رجعوا ؟ أبداً ظَلُّوا على كفرهم وجحودهم ، حتى بعد أنْ أخذهم اللهُ بالسنين يعني : القحط وجَدْب الأرض وجفافها ، فنتج عن ذلك نقص الثمرات وضيق العيش . ثم بعد ذلك كله { فَأَرْسَلْنَا عَلَيْهِمُ ٱلطُّوفَانَ وَٱلْجَرَادَ وَٱلْقُمَّلَ وَٱلضَّفَادِعَ وَٱلدَّمَ آيَاتٍ مُّفَصَّلاَتٍ } [ الأعراف : 133 ] يعني : آيات واضحة الدلالة بيِّنة ، فأصبحوا في ضيق وهُزَال مشغولين بلقمة العيش ، فذهبوا إلى موسى عليه السلام بعد أنْ يئسوا وقالوا : { وَقَالُواْ يَٰأَيُّهَ … } .