Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 43, Ayat: 68-68)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

كلمة عيد تُجمع على : عبيد وعباد ولكل منهما معنى ، عبيد تشمل كل الناس المؤمن والكافر والطائع والعاصي ، لأنهم جميعاً عبيد بمعنى خاضعين لله في قَهْريات لا يمكنهم أبداً الفكاك عنها كالمرض والموت وغيره ، كلنا مشتركون فيها ، وكلنا عبيد بهذا المعنى . أما العباد فَهُم الخاصَّة الذين اختاروا الله ، وأخلصوا له العبادة ، وتنازلوا عن اختيارهم لاختيار ربهم ومراده فاستحقوا هذه المنزلة . { يٰعِبَادِ } [ الزخرف : 68 ] فنسبهم الله إليه وأضافهم إلى ذاته تعالى ، ولم يأت لفظ عباد خلاف هذا المعنى إلا في موضع واحد في معرض الحديث عن يوم القيامة : { أَأَنتُمْ أَضْلَلْتُمْ عِبَادِي هَؤُلاَءِ } [ الفرقان : 17 ] فسمَّاهم عباداً مع أنهم ضالون . قالوا : لأن الكلام هنا عن يوم القيامة حيث لم يَعُدْ لأحد اختيار في أنْ يؤمن أو يكفر ، فالجميع هنا طائع لا اختيارَ له فسمَّاهم عباداً . فالحق سبحانه يكرمنا بهذا النداء { يٰعِبَادِ } [ الزخرف : 68 ] ويشرفنا بالانتساب إليه سبحانه على حَدِّ قول الشاعر : @ وَممَّا زَادَنِي شَرَفاً وَعِزاً وَكِدْتُّ بِأخمُصي أَطَأُ الثُّريَّا دُخولِي تحتَ قوْلكَ يا عبَادي وأَنْ صيَّرتَ أحمدَ لي نبيّا @@ وقوله : { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } [ الزخرف : 68 ] نعم فأيُّ خوف ونحن عباد الله ؟ أيُّ خوف يصيبنا بعد أن التحمنا به تعالى ، ألسنا في الدنيا نقول : لا كرب ، وأنت ربّ ؟ إذن : { لاَ خَوْفٌ عَلَيْكُمُ ٱلْيَوْمَ وَلاَ أَنتُمْ تَحْزَنُونَ } [ الزخرف : 68 ] أي : على ما فاتكم من نعيم الدنيا لأنكم مُقبلون على ما هو خير وأبقى من نعيم الدنيا .