Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 23-23)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
أي : علم الساعة عند الله { لاَ يُجَلِّيهَا لِوَقْتِهَآ إِلاَّ هُوَ … } [ الأعراف : 187 ] وما أنا إلا رسول أُبلغكم ما أُرسلْتُ به من ربي { وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } [ الأحقاف : 23 ] . وهذه خلاصة الأمر أنكم تجهلون . يعني : عندكم جَهْل بالأمور ، والجهل هو المشكلة الكبرى التي تقابل الرسل ، البعض يفهم أن الجهلَ عدمُ العلم ، لكن الجهل علمٌ يناقض الحق . لذلك قلنا : إن الأميَّ الذي لا يعلم شيئاً وليستْ لديه قضية أهون من الجاهل ، لأنه فارغ الذِّهْن فتلقي إليه بالمعلومة فيقبلها ، أما الجاهل فعنده قضية مُناقضة للحق فيحتاج إلى إخراجها أولاً ، فتكن دعوتُه للحقِّ أصعبَ . وقوله : { وَأُبَلِّغُكُمْ مَّآ أُرْسِلْتُ بِهِ … } [ الأحقاف : 23 ] أي : أنني ما جئتُ من تلقاء نفسي ، إنما جيء بي لأدعوكم إلى الله فلا بدّ أنْ يُنسب الفعلُ إلى فاعله . { أُرْسِلْتُ … } [ الأحقاف : 23 ] أي : من الله ، كما قلنا في { سُبْحَانَ ٱلَّذِى أَسْرَىٰ بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ ٱلْمَسْجِدِ ٱلْحَرَامِ إِلَىٰ ٱلْمَسْجِدِ ٱلأَقْصَا … } [ الإسراء : 1 ] فمحمد صلى الله عليه وسلم لم يقل سريتُ إنما قال : أُسْرِي بي . وهذا يعني أنهم كذابون في قولهم { أَجِئْتَنَا … } [ الأحقاف : 22 ] لأنه لم يأت من عند نفسه ، إنما أرسله الله للبلاغ { وَمَا عَلَى ٱلرَّسُولِ إِلاَّ ٱلْبَلاَغُ ٱلْمُبِينُ } [ العنكبوت : 18 ] فأنا مرسل فقط للبلاغ ، ولا أعرف متى يأتي العذاب ، إنما يعرفه الذي يقدر عليه . { وَلَـٰكِنِّيۤ أَرَاكُمْ قَوْماً تَجْهَلُونَ } [ الأحقاف : 23 ] أي : تجهلون أن الرسول جاء مُبلِّغاً ، ولا علمَ عنده بحلول العذاب بمَنْ كذَّبه .