Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 46, Ayat: 6-6)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

{ وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ … } [ الأحقاف : 6 ] أي : يوم القيامة { كَانُواْ … } [ الأحقاف : 6 ] أي : الآلهة { لَهُمْ أَعْدَآءً … } [ الأحقاف : 6 ] نعم في هذا الموقف تظهر العداوة بين هؤلاء جميعاً ويتبرأ كل منهم من الآخر ، ويلعن بعضهم بعضاً ، قال تعالى : { ٱلأَخِلاَّءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلاَّ ٱلْمُتَّقِينَ } [ الزخرف : 67 ] . وقال سبحانه : { ٱحْشُرُواْ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُواْ يَعْبُدُونَ * مِن دُونِ ٱللَّهِ فَٱهْدُوهُمْ إِلَىٰ صِرَاطِ ٱلْجَحِيمِ * وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَّسْئُولُونَ * مَا لَكُمْ لاَ تَنَاصَرُونَ * بَلْ هُمُ ٱلْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ * وَأَقْبَلَ بَعْضُهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ يَتَسَآءَلُونَ * قَالُوۤاْ إِنَّكُمْ كُنتُمْ تَأْتُونَنَا عَنِ ٱلْيَمِينِ * قَالُواْ بَلْ لَّمْ تَكُونُواْ مُؤْمِنِينَ * وَمَا كَانَ لَنَا عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ بَلْ كُنتُمْ قَوْماً طَاغِينَ * فَحَقَّ عَلَيْنَا قَوْلُ رَبِّنَآ إِنَّا لَذَآئِقُونَ * فَأَغْوَيْنَاكُمْ إِنَّا كُنَّا غَاوِينَ * فَإِنَّهُمْ يَوْمَئِذٍ فِي ٱلْعَذَابِ مُشْتَرِكُونَ * إِنَّا كَذَلِكَ نَفْعَلُ بِٱلْمُجْرِمِينَ } [ الصافات : 22 - 34 ] . هذا تصوير للحوار الذي يدور بين هؤلاء الظالمين وما يدور بينهم من لوم وعتاب ، حيث يقلي كُلٌّ منهم التبعة على الآخر ، ومن ذلك أيضاً قوله تعالى : { وَقَال الَّذِينَ كَفَرُواْ رَبَّنَآ أَرِنَا ٱلَّذَيْنِ أَضَلاَّنَا مِنَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ نَجْعَلْهُمَا تَحْتَ أَقْدَامِنَا لِيَكُونَا مِنَ ٱلأَسْفَلِينَ } [ فصلت : 29 ] . وهذه هي حجة الشيطان يوم القيامة . يقول : { وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُمْ مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَٱسْتَجَبْتُمْ لِي فَلاَ تَلُومُونِي وَلُومُوۤاْ أَنفُسَكُمْ … } [ إبراهيم : 22 ] . وقلنا : معنى { سُلْطَانٍ … } [ إبراهيم : 22 ] يعني : حجة ، وهي نوعان : إما حجة تقنعك بأنْ تفعل ، أو قوة تُرغمك على أنْ تفعل ، وأنا ليس عندي لا هذه ولا هذه { مَّآ أَنَاْ بِمُصْرِخِكُمْ وَمَآ أَنتُمْ بِمُصْرِخِيَّ … } [ إبراهيم : 22 ] من أصرخ . يعني : نادى واستغاث . وأصرخه يعني : أغاثه . إذن : يوم القيامة العداوة واضحة بين الظالمين والكافرين بين العابد والمعبود ، ومأواهم جميعاً في النار : { إِنَّكُمْ وَمَا تَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنتُمْ لَهَا وَارِدُونَ } [ الأنبياء : 98 ] . البعض يُعلِّق على هذه الآية ، فيقول : كيف ومنهم مَنْ عبد عيسى عليه السلام من دون الله ، فكيف يكون عيسى حصبَ جهنم ؟ وهؤلاء غفلوا عن ما وهي لغير العاقل ، ولم يقُل : مَنْ . ثم يقول الحق سبحانه : { وَإِذَا تُتْلَىٰ عَلَيْهِمْ آيَاتُنَا بَيِّنَاتٍ … } .