Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 46, Ayat: 5-5)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى { وَمَنْ أَضَلُّ … } [ الأحقاف : 5 ] استفهام غرضه النفي ، يعني : لا أحدَ أشدُّ ضلالاً من هذا الذى يدعو من دون الله مَنْ لا يستجيب له ، لا الآن ولا في المستقبل ولا يوم القيامة خاصة ، وهو يعلم أن إلهه الذي يدعوه لا يستجيب له . الله سبحانه وتعالى هو المعبود بحقٍّ ، وهو الكبير المتعال ، لذلك الكافر حين يصيبه خير لا يلجأ إلى آلهته الباطلة ، فلا ينادي يا هُبل أبداً . لا يقولها في وقت الشدة ، لأنه يعلم أن هُبل لا يسمعه ولن يجيبه ، وهو لا يخدع نفسه ولا يكذب عليها في هذه الحالة ، فتراه يلجأ إلى الله ويدعوه رغم أنه كافر به . يقول تعالى : { وَإِذَا مَسَّكُمُ ٱلْضُّرُّ فِي ٱلْبَحْرِ ضَلَّ مَن تَدْعُونَ إِلاَّ إِيَّاهُ … } [ الإسراء : 67 ] نعم ساعة الضيق يبحث عن الإله الحق الذي يملك له النفع ويملك له الضر . فيقول : يا رب لكن ساعةَ يكشف الله عنه ضُرّه يعود إلى كفره وعناده . يقول تعالى : { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ … } [ يونس : 12 ] . لماذا ؟ لأن الدين أصبح عند هؤلاء فنطظية آمنوا بإله لا منهجَ له ولا تكاليف ، لم يقُل لهم : افعل ولا تفعل ، لذلك كانت آلهة باطلة حتى في التسمية ، لأن الإله هو المعبود المُطاع في أمره ونهيه ، إذن : هذا كله كذب وضلال . الحق سبحانه حين يُوضِّح لنا هذه المسألة أتى بها في صورة هذه السؤال لنُجيب نحن { وَمَنْ أَضَلُّ … } [ الأحقاف : 5 ] فنقول : لا أحدَ أضلَ من هذا ، فيكون إقراراً منها وشهادة بهذا . وقوله : { وَهُمْ … } [ الأحقاف : 5 ] أي : الآلهة المدَّعاة { عَن دُعَآئِهِمْ غَافِلُونَ } [ الأحقاف : 5 ] لا يدرون بمن يدعوهم . ثم يقول الحق سبحانه : { وَإِذَا حُشِرَ ٱلنَّاسُ كَانُواْ لَهُمْ أَعْدَآءً … } .