Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 48, Ayat: 25-25)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
الحق سبحانه وتعالى يبين لهم الحكمة من الصلح وعدم الدخول مع الكفار في قتال في هذا الوقت ، صحيح أنهم صدوكم عن الكعبة ومنعوكم من دخول مكة وأنتم على شوق للبيت ومعكم الهدي تسوقونه للبيت . والهدي دليل السلام ، وأنكم ما جئتم للحرب ، بل لعمل ديني تعبدي { وَٱلْهَدْيَ مَعْكُوفاً أَن يَبْلُغَ مَحِلَّهُ … } [ الفتح : 25 ] الهدي ما يُهدى لفقراء الحرم من الأنعام { مَعْكُوفاً … } [ الفتح : 25 ] مقيداً ومحبوساً لهذا الغرض و { مَحِلَّهُ … } [ الفتح : 25 ] أي : المكان الذي يُذبح فيه . ثم يكشف لنا عن واقع أهل مكة في هذا الوقت ، ففي مكة إخوان لكم مُسلمون يكتمون إسلامهم ، بين الكفار هناك مؤمنون ومؤمنات لا تعرفونهم ، فلو تواجهتم معهم في حرب لقتلتموهم ، وأنتم لا تعلمون هذه الحقيقة . { فَتُصِيبَكُمْ مِّنْهُمْ مَّعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ … } [ الفتح : 25 ] معرة يعني ضرر وتكون سُبَّة في حقكم أنكم قتلتم إخوانكم . { لَوْ تَزَيَّلُواْ … } [ الفتح : 25 ] تفرقوا وتميَّزوا المؤمن من الكافر { لَعَذَّبْنَا ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً } [ الفتح : 25 ] يعني : عذّبناهم بأيديكم وسمحنا لكم في قتالهم .