Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 49, Ayat: 4-5)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

نزلت هذه الآية في جماعة كان لهم أسرى ، فجاءوا يراجعون رسول الله في أمرهم ليطلق سراحهم ، لكنهم أخطأوا من عدة وجوه : أولاً : جاءوا بيت النبي صلى الله عليه وسلم من الوراء ولم يأتوا من الأبواب . ذلك لأنهم لا يعرفون في أيِّ حجرة يقيم رسول الله ، أهو عند عائشة ؟ أمن عند حفصة ؟ أمن عند أم سلمة ؟ وهم يعلمون أن لرسول الله مهمات شتى ، له مهمة مع الناس ، ومهمة مع أهله ، ومهمة قبل ذلك مع ربه . فكان عليهم إذا لم يظهر لهم رسول الله في المسجد أنْ ينتظروا خروجه وألاَّ يُزعجوه ، فهو ولابدَّ في مهمة من هذه المهمات وربما كان مشغولاً في خلوة مع ربه عز وجل أو مع أهله . ثانياً : نادوا رسول الله كما ينادي بعضهم بعضاً ، ولم يراعوا حرمة رسول الله ومنزلته ، لذلك وُصف أكثرهم بأنهم لا يعقلون ، فالتعقل يقتضي خلاف هذا التصرف . { وَلَوْ أَنَّهُمْ صَبَرُواْ حَتَّىٰ تَخْرُجَ إِلَيْهِمْ لَكَانَ خَيْراً لَّهُمْ … } [ الحجرات : 5 ] نعم خيراً لهم لأنه صلى الله عليه وسلم بعد أنْ نادوه واضطروه للخروج أطلق نصف الأسرى ، وقال : والله لو صبروا حتى أخرج عليهم لأطلقتُ الأسرى كلهم . إنما جعل ذلك تأديباً لهم لخروجهم عن اللياقة والأدب في التعامل معه صلى الله عليه وسلم . { وَٱللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } [ الحجرات : 5 ] لم يأخذهم بالعذاب ورسول الله عاقبهم على قدر أعمالهم حتى لا يكون غضبه لنفسه . ثم قول الحق سبحانه : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِن جَآءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَإٍ … } .