Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 5, Ayat: 111-111)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وكلمة الحَوَارِيّ مأخوذة من المحسات . فالحُوَّارَي تطلق على الدقيق النقي الخالص . وأطلقت على كل شيء نقي بصفاء خالص ، و " الحَوَاري " هنا تعني المخلص والمحب لمنهج الخير . وسبحانه يقول : { وَإِذْ أَوْحَيْتُ } والوحي بمعناه العام هو الإعلام بخفاء أي أن الحق ألهمهم أن يؤمنوا برسالة عيسى المبلغ عن الله ، أي أعلمهم بخواطر القلب التي أعلم بها أُمَّ موسى ان تلقى ابنها في اليم ليلقيه اليم إلى الساحل ، وهو غير الوحي للرسول ، فالوحي إلى الرسول هو الوحي الشرعي بواسطة رسول مبلغ عن الله هو سيدنا جبريل عليه السلام ، أما وحي الله إلى أم موسى أو إلى الحواريين فهو استقرار خاطر إيماني يلتفت بعده الموحى إليه ليجد الواقع يؤيد ذلك . وعندما لا يصادم إلهامُ القلب أمراً واقعاً ولا يجد الإلهام ما يصادمه في نفس الإنسان ، فهذا لون من الوحي ، أي هو إعلام بخفاء ، كأن يتوقع الرجل مَقْدَم صديق من سفر ، أو لوناً من الطعام يشتهيه فيجده على المائدة . إذن فالإلهام وارد من الله لخلق الله مادام لا يصادم شيئاً في النفس أو في الواقع لأن الإلهام الذي يقابل صداماً ليس من الله . فالشياطين يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غرورا . إن الله أوحى للحواريين أن يؤمنوا به وبرسالة عيسى عليه السلام . وبمجرد مجيء عيسى وسماعهم أنه رسول من الله أعلنوا الإيمان به وصاروا من خلصائه . وساعة نرى : " إذ " فلنفهم أن معناها تذكر وقت الحدث الذي قال فيه الحواريون : نحن آمنا بعيسى نبياً من عند الله وأشهدوه أنهم مسلمون . ومن بعد ذلك يقول الحق : { إِذْ قَالَ ٱلْحَوَارِيُّونَ … } .