Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 5, Ayat: 39-39)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والسارق ظالم لأنه أخذ حق غيره ، فإن تاب أي ندم على الفعل وعزم على ألا يعود شريطة ألا تكون التوبة بالكلام فقط ، بل يصلح ما أفسده ، هنا تُقبَل التوبة . ولكن كيف يفعل ذلك ؟ إذا كان الشيء المسروق في حوزته فعليه أن يرده إلى صاحبه . وإن كان قد تصرف فيه فعليه أن يأتي لصاحب الشيء ويستحله ويقول له : كنت في غفلة نفسي وفي زهوة الشيطان مني ففعلت كذا وكذا . وأعتقد أن أي إنسان سرق من إنسان آخر وبعد فترة اعترف له وطلب العفو منه فأنا أقسم بالله أنه سيعفو عنه راضيا . وبذلك يستحل الشيء الذي أخذه . لكن ماذا إن كان السارق لا يعرف صاحب الشيء المسروق . كلص " الأتوبيسات " ؟ إن كان قد سرق محفظة نقود من شخص ووجد العنوان يستطيع أن يرد الشيء المسروق بحوالة بريدية من مجهول تحمل قيمة المبلغ المسروق ويطلب فيها السماح عن السرقة . وإن لم يعرف من سرقة فعليه أن يقول : الله أعلم بصاحب هذا المبلغ وأنا سأتصدق به في سبيل الله وأقول : يا رب ثوابه لصاحبه . إذن فوجوه الإصلاح كثيرة . وإن كان يخجل من رد الشيء المسروق فليقل : فُضُوح الدنيا أهون من فُضُوح الآخرة . وفي القرآن تأتي آيات كثيرة عن التوبة : { ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُوۤاْ } [ التوبة : 118 ] كأن توبة الله مكتوبة أولا ثم يتوب العبد من بعد ذلك . وسبحانه يقول : { وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ } [ طه : 82 ] وللتوبة - كما نعلم - ثلاث مراحل . فالحق حين شرع التوبة كان ذلك إذناً بها . وبعد ذلك يتوب العبد ، فيتوب الله عليه ويمحو عنه الذنب ويكون الغفران بقبول الله للتوبة . ولذلك يقول الحق : { فَإِنَّ ٱللَّهَ يَتُوبُ عَلَيْهِ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } . وَصِفَةُ المغفرة وصِفَةُ الرحمة كل في مطلقها تَكُون لله وحده ، وهي توبة للجاني ورحمة للمجني عليه . وكلمة { إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } توضح لنا أنه سبحانه له طلاقة القدرة في أن يغفر وأن يرحم . فإياك أن تقول : إن فلانا لا يستحق المغفرة والرحمة لأنه سبحانه مالك السماء والأرض ، وهو الذي أعطى للبشر ما يستحقون بالحق الذي أوجبه على نفسه ، وله طلاقة القدرة في الكون ولذلك يقول الحق من بعد ذلك : { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ ٱللَّهَ … } .