Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 51, Ayat: 46-46)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوم نوح أيضاً آية وعبرة { مِّن قَبْلُ … } [ الذاريات : 46 ] قبل فرعون وقبل عاد وثمود { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } [ الذاريات : 46 ] خارجين عن طاعة الله مُكذِّبين لنبيه نوح عليه السلام . وقد بسط القرآن قصتهم في مواضع أخرى بالتفصيل ، وأن نوحاً لبث في دعوتهم ألف سنة إلا خمسين عاماً ، ومع ذلك ما آمن معه إلا قليل ، وأنهم صَمُّوا آذانهم عن دعوته واستغشوا ثيابهم ، وأصرُّوا واستكبروا استكباراً إلى أنْ يئس منهم نوح فدعا عليهم . { رَّبِّ لاَ تَذَرْ عَلَى ٱلأَرْضِ مِنَ ٱلْكَافِرِينَ دَيَّاراً * إِنَّكَ إِن تَذَرْهُمْ يُضِلُّواْ عِبَادَكَ وَلاَ يَلِدُوۤاْ إِلاَّ فَاجِراً كَفَّاراً } [ نوح : 26 - 27 ] . وهنا أجمل القول فيهم { إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ } [ الذاريات : 46 ] أي : خارجين عن طاعة الله من قولنا : فسقت الرطبة عن قشرتها . أي : انسلختْ منها . والرطب هو البلح اللين الذي توفر له الماء ففيه مائية ، لذلك جعله الله تعالى طعاماً للسيدة مريم ، فقال سبحانه : { وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً * فَكُلِي وَٱشْرَبِي وَقَرِّي عَيْناً … } [ مريم : 25 - 26 ] أي : كانت الرطب بالنسبة لها طعاماً وشراباً في آنٍ واحد . فهذه صورة بيانية تُصوِّر شرع الله بالغشاء الذي يحمي الثمرة ، فالشرع يحمي المؤمن كما تحمي القشرة الثمرة ، فاحذر أنْ تخرج عن هذا الغشاء الذي يسترك ويحميك ويُزينك .