Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 51, Ayat: 43-45)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
معنى { وَفِي ثَمُودَ … } [ الذاريات : 43 ] أي : وآية أيضاً في ثمود ، وهم قوم سيدنا صالح عليه السلام { إِذْ قِيلَ لَهُمْ … } [ الذاريات : 43 ] أي : اذكر إذ قيل لهم { تَمَتَّعُواْ حَتَّىٰ حِينٍ } [ الذاريات : 43 ] وهذا تهديد لهم ووعيد بعد ما فعلوه مع نبي الله صالح ، يقول لهم تمتعوا إلى حين ، فسوف يعاجلكم العذاب ، وسيأخذكم الله أخْذَ عزيز مقتدر . ومع هذا التهديد والتوعُّد ظلوا على عنادهم { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ … } [ الذاريات : 44 ] فلم يُجد معهم التهديد ، والعتو يعني : مالوا عن أمر بهم وتركوه وهجروه . وهذا الفعل عتى عُتواً يتعدى بـ على كما في قوله تعالى : { أَشَدُّ عَلَى ٱلرَّحْمَـٰنِ عِتِيّاً } [ مريم : 69 ] وهنا تعدَّى بعن { فَعَتَوْاْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِمْ … } [ الذاريات : 44 ] فقد عتوا عن الأمر لا على الآمر { فَأَخَذَتْهُمُ ٱلصَّاعِقَةُ وَهُمْ يَنظُرُونَ } [ الذاريات : 44 ] الصاعقة صوت مزعج يأتي من أعلى تصاحبه إما نار حارقة ، أو ريح مدمرة . { فَمَا ٱسْتَطَاعُواْ مِن قِيَامٍ … } [ الذاريات : 45 ] أي لِهول ما نزل بهم فزعوا فزعاً أقعدهم ، فلم يستطيعوا القيام ولا الهرب من باب أوْلَى ، فالصاعقة صعقتهم وأفقدتهم القوى { وَمَا كَانُواْ مُنتَصِرِينَ } [ الذاريات : 45 ] يعني : لم يستطيعوا نصر أنفسهم ، ولم ينصرهم أحد ، ولم يدافع عنهم أحد .