Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 52, Ayat: 13-14)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

الفعل : { يُدَعُّونَ … } [ الطور : 13 ] من دعَّ نقول دعه . أي : دفعه بشدة وعنف حتى كفأه على وجهه ، ومنه قوله سبحانه : { أَرَأَيْتَ ٱلَّذِي يُكَذِّبُ بِٱلدِّينِ * فَذَلِكَ ٱلَّذِي يَدُعُّ ٱلْيَتِيمَ } [ الماعون : 1 - 2 ] أي : يدفعه بقسوة . فالذي جاءه يتيم جاءه ليطلب منه حاجة تقيم حياته ، وكان بوُسْعه أنْ يُعطيه أو يردّه ويسكت عنه دون أذىً ، لكنه دعَّه ودفعه وآذاه ، لذلك استحقَّ هذا الجزاء . كذلك الحال هنا مع هؤلاء المكذِّبين { يَوْمَ يُدَعُّونَ إِلَىٰ نَارِ جَهَنَّمَ دَعًّا } [ الطور : 13 ] أي : يُساقون إليها دَفْعاً شديداً قوياً ، دَفْعاً فيه إهانة لهم ، ومن الذي يدفعهم نحو النار ؟ إنهم الملائكة . ووالله لو كانوا بشراً لكان كافياً في إذلالهم ، كما ندفع المجرم في الدنيا إلى باب السجن مثلاً ، فما بالك حين تدفعهم ملائكة العذاب إلى داخل النار ، فإذا دخلوها تتلقَّاهم ملائكة أخرى لهم معهم مهمة أخرى : { يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي ٱلنَّارِ عَلَىٰ وُجُوهِهِمْ ذُوقُواْ مَسَّ سَقَرَ } [ القمر : 48 ] . إذن : الدَّعّ هنا يتناسب وقوة الملائكة ، فكيف يكون ؟ ومن الإهانة لهم أنْ يقابلهم الملائكة بهذه الحقيقة : { هَـٰذِهِ ٱلنَّارُ ٱلَّتِي كُنتُم بِهَا تُكَذِّبُونَ } [ الطور : 14 ] أصبحتْ عياناً تشاهدونها ، وتقاسون حرَّها .