Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 53, Ayat: 33-37)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قالوا : نزلت هذه الآيات في الوليد بن المغيرة ، حيث كانت بداية علاقته بدعوة الحق أنْ تولَّى عنها وأعرض عن سماع القرآن ، ثم حَنّ قلبه وأُعجب بما يقوله رسول الله ، فأعطى قليلاً من الأمان لأمر الدعوة واطمأن لها . ثم تذكر عزته ومكانته بين قومه وخاف أنْ يُقال صبأ عن دين الآباء والأجداد فنكص على عقبيه وتراجع . وقالوا : جاءه رجل وحذَّره من الإيمان بمحمد . وقال له : إن كنت خائفاً من العذاب ، فأنا أتحمله عنك مقابل أنْ تعطيني كذا وكذا ، فأعطاه ثم تراجع ومنعه . وقالوا : نزلتْ في النضر بن الحارث أيضاً : جاءه رجل وقال له : إن عذاب الله شديد وأنا أتحمله عنك ، وأعطني خمس قلائص أي : خمساً من الجمال لكنه استكثرها ، فمنع الرجل هذا العطاء . وقالوا أيضا : نزلت في صفوان . هذا معنى { أَفَرَأَيْتَ … } [ النجم : 33 ] يا محمد { ٱلَّذِي تَوَلَّىٰ } [ النجم : 33 ] أي : أعرض عنك وتركك ومضى { وَأَعْطَىٰ قَلِيلاً … } [ النجم : 34 ] من العطاء أو من الأمان . { وَأَكْدَىٰ } [ النجم : 34 ] منع عطيته من الكدية يقولون : حفر فلانٌ الحفرة فاستقامتْ له . أي : وجد ما ينتظره منها ، وحفر فلان الحفرة فأكدتْ . أي : لم يجد شيئاً ، أو وجد حجراً كبيراً منعه من الوصول إلى بُغيته ، والحجر هذا يُسمى كدية . ومنه قولنَا : عقبة كأداء . يعني : تمنعك من الوصول إلى هدفك . { أَعِندَهُ عِلْمُ ٱلْغَيْبِ فَهُوَ يَرَىٰ } [ النجم : 35 ] أطلع على الغيب وعلم الحقيقة أن هذا الرجل سَيَفي في التحمل عنه { أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَىٰ * وَإِبْرَاهِيمَ ٱلَّذِي وَفَّىٰ } [ النجم : 36 - 37 ] يعني : ألم يعلم هذا المعرض عن دعوة الحق ما جاء في صحف موسى وفي صحف إبراهيم ؟ لكن ماذا يعني بما جاء في صحف موسى وإبراهيم ؟ يجيب القرآن ويُفصِّل المجمل في الاسم الموصول بمَا فيقول سبحانه : { أَلاَّ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ … } .