Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 163-163)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وهذا القول يدل على أن بعض الخلق قد يجعل لله شريكاً في العبادة فيجعل صلاته ظاهرية رياءً ، ومناسكه ظاهرية رياءً ، وحياته يجعلها لغير واهب الحياة . ويعمل حركاته لغير واهب الحياة ، ويجعل مماته للورثة وللذرية لذلك عليك أن تتذكر أن الله لا شريك له . { وَبِذٰلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } [ الأنعام : 163 ] . وهذا أمر من الله لرسوله ، وكل أمر للرسول هو أمر لكل مؤمن برسالته صلى الله عليه وسلم ، والأوامر التي صدرت عن الرب هي لصالحك أنت . فسبحانه أهل لأن يُحَب ، وكل عبادة له فيها الخير والنفع لنا ، وأنا لا أدعيه لنفسي بل هو عطاء من ربكم وربي الذي أمر . ولذلك فالحق سبحانه وتعالى حينما رأى أن رسوله صلى الله عليه وسلم مشغول بأمر أمته أبلغنا : { عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُمْ بِٱلْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ } [ التوبة : 128 ] وفي كل شيء كان صلى الله عليه وسلم يقول : أمّتي أمتي أمتي أمتي ، وأراد الحق سبحانه وتعالى أن يطمئن رسوله على محبوبية أمته فقال له : " إنا سنرضيك في أمتك ولا نسؤوك " . والحديث بتمامه كالآتي : عن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما " أن النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله عز وجل في إبراهيم : { رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِّنَ ٱلنَّاسِ فَمَن تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي } الآية . وقال عيسى عليه السلام : { إِن تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِن تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنتَ ٱلْعَزِيزُ ٱلْحَكِيمُ } . فرفع يديه وقال : " اللهم أمتي أمتي " وبكى ، فقال الله عز وجل : يا جبريل اذهب إلى محمد - وربك أعلم - فسلْه ما يُبكيك ؟ فأتاه جبريل عليه الصلاة والسلام ، فسأله وأخبره رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال ، وهو اعلم ، فقال عز وجل : " يا جبريل اذهب إلى محمد فقل : إنا سَنُرضيك في أمتك ولا نسوؤك " . ونزل قوله الحق : { وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَىٰ } [ الضحى : 5 ] . روي عن علي رضي الله عنه قال : قال صلى الله عليه وسلم : " إذن لا أرضى وواحد من أمتي في النار " . ويذيل الحق الآية بقوله : { وَأَنَاْ أَوَّلُ ٱلْمُسْلِمِينَ } . وحين يقول صلى الله عليه وسلم : وأنا أول المسلمين في أمته فهذا قول صحيح صادق لأنه قبل أن يأمر غيره بالإسلام آمن هو بالإسلام ، وكل رسول أول المسلمين في أمته ، لكن هناك أناس يقولون : لنأخذ العبارة هكذا ، ونقول : إن الرسول صلى الله عليه وسلم له منزلة بين رسل الله أجمعين تتجلّى في أنه أُخِذ العهد على غيره له ، ولم يؤخذ العهد علية لأحد . فإذا كان أول المسلمين في أمته ، فهو أول المسلمين بين الرسل أيضاً ، وإن لم تأخذها حدثاً خذها للمكانة . وأضرب هذا المثل : هب أن كلية الحقوق أنشِّئت مثلاً سنة كذا وعشرين ، ولكل سنة لها أول من التلاميذ ثم جاء واحد وحصل على 100 % هذا العام فنقول عنة : إنه الأول على كلية الحقوق من يوم أن أنشئت . ويقول الحق بعد ذلك : { قُلْ أَغَيْرَ ٱللَّهِ … } .