Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 30-30)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هم - إذن - قد خافوا وارتبكوا وطلبوا العودة للحياة الدنيا لأن ما شاهدوه هول كبير ، فما بالك إذا وقفوا على الله ؟ إنه موقف مرعب . وإذا كان الحق قد حذف من قبل الجواب عندما أوقفهم على النار فالأولى هنا أن يحذف الجواب ، حتى يترك للخيال أن يذهب مذاهب شتى … إنه ارتقاء في الهول . وهكذا نرى التبكيت لهم في قول الحق لهم : { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } إنهم يفاجأون بوجود إله يقول لهم بعد أن يشهدوا البعث ويقفوا على النار : { أَلَيْسَ هَـٰذَا بِٱلْحَقِّ } ؟ وسبحانه وتعالى لا يستفهم منهم ولكنه يقرر ، وقد شاء أن يكون الإقرار منهم ، فيقولون : " بلى " لأن الأمر لا يحتاج - إذن - إلى مكابرة . و " بلى " حرف يجعل النفي إثباتاً . ويطرح الحق هذه المسألة بالنفي حتى لا يظن ظان أن هناك تلقيناً للجواب . ويصدر حكم الحق : { فَذُوقُواْ ٱلعَذَابَ بِمَا كُنتُمْ تَكْفُرُونَ } وهكذا يذوقون العذاب الذي كانوا به يكذبون . وذوْق العذاب ليس من صفة القهر والجبروت لأن الله لا يظلم مثقال ذرة ، ولكن بسبب أنهم قدموا ما يوجب أن يعذبوا عليه . ويقول الحق سبحانه وتعالى من بعد ذلك : { قَدْ خَسِرَ ٱلَّذِينَ كَذَّبُواْ … } .