Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 34-34)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
فإذا كان الرسل الذين سبقوك قد كُذِّبوا وصبروا على ذلك ، وهم رسل لقومهم أو لأمة خاصة ، ولزمان خاص ، فماذا عنك يا خاتم الرسل وأنت للناس كافة وللأزمان عامة ؟ إن عليك أن تتحمل هذا لأن الحق سبحانه وتعالى قد اختارك لهذه المهمة وهو العليم أنك أهل لها . والحق كفيل بنصر رسله فلا يتأتى أن يترك الشر أو الباطل ليغلب الرسل ، وما دام سبحانه وتعالى قد بعث الرسول فلا بد أن ينصره . فهو القائل : { وَلَقَدْ سَبَقَتْ كَلِمَتُنَا لِعِبَادِنَا ٱلْمُرْسَلِينَ * إِنَّهُمْ لَهُمُ ٱلْمَنصُورُونَ * وَإِنَّ جُندَنَا لَهُمُ ٱلْغَالِبُونَ } [ الصافات : 171 - 173 ] . وما دامت قد سبقت كلمة الله للرسل فلا مبدل لكلمات الله ، ولا أحد بقادر على أن يعدِّل في المبادئ التي وضعها الله بقوله سبحانه وتعالى : { وَلاَ مُبَدِّلَ لِكَلِمَاتِ ٱللَّهِ وَلَقدْ جَآءَكَ مِن نَّبَإِ ٱلْمُرْسَلِينَ } [ الأنعام : 34 ] . وقد قص الحق سبحانه على رسوله قصص المرسلين ، ولم يكتف بالقول لرسوله أن الرسل السابقين عليه قد كذبتهم أقوامهم ، ولكن أورد الحق لرسوله ما حدث لكل رسول ممن جاء ذكرهم بالقرآن الكريم وماذا حدث للرسول - أي رسول - من ثبات أمام الأعداء ، ثم بيّن أن كلمة الحق قد انتصرت دائماً . وقد روى الحق بعضاً من قصص الرسل فقال : { مِنْهُم مَّن قَصَصْنَا عَلَيْكَ وَمِنْهُمْ مَّن لَّمْ نَقْصُصْ عَلَيْكَ } [ غافر : 78 ] . ومن بعد ذلك يقول الحق سبحانه وتعالى : { وَإِن كَانَ كَبُرَ عَلَيْكَ إِعْرَاضُهُمْ … } .