Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 6, Ayat: 40-40)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
و " أرأيتكم " مكونة من استفهام وفعل ، ومن ضمير وهو لفظ التاء المفتوح للمخاطب كقولك : " أرأيت فلاناً " وكأنك تقول له : " إن كنت قد رأيته فأخبرني عنه " ، وعندما تقول للمخاطب ذلك فأنت تستفهم منه عن شيء رآه وأبصره وبعد ذلك تأتي بكاف الخطاب ، فكأنك تقول له : أخبرني عنك ، فيكون المعنى أخبروني عن أنفسكم ، وهكذا تكون : " أرأيتكم " معناها : أخبروني عن حالكم إخبار من يرى . فالأمر إذن لرسول الله ليسأل المشركين أن يخبروه ماذا يفعلون عندما يصيبهم الضر أو أي شيء فوق الأسباب ، هل هم يدعون اللات والعزى ؟ لا ، إنهم لا يستطيعون وقت الخطر الداهم أن يكذبوا على أنفسهم ، إنما ينادون الله الذي لا يعلنون الإيمان به . ولو كانوا صادقين مع كفرهم لما نادوا الله ، بل كان يجب أن ينادوا آلهتهم لكنّهم في لحظة الخطر يقولون : " يارب " كأنهم يعرفون أنه لا منقذ لهم إلا هو سبحانه . وهكذا ينكشف أمامهم كذب كفرهم وشركهم بالله . ولا أحد يغش نفسه ، حتى الدجال الذي يدعي ممارسته شفاء الناس ، إن أصابه مرض نجده يلجأ إلى طبيب متخصص متعلم . فلا أحد يغش نفسه ، وساعة يمس الخطر ذات الإنسان نجد الحقيقة تنبع من الإنسان نفسه . ويسألهم النبي صلى الله عليه وسلم : مَنْ يدعونه لحظة الخطر ؟ إنهم يدعون الله . وكأنهم لا يثقون في آلهتهم . { وَإِذَا مَسَّ ٱلإِنسَانَ ٱلضُّرُّ دَعَانَا لِجَنبِهِ أَوْ قَاعِداً أَوْ قَآئِماً } [ يونس : 12 ] . لكن ماذا يحدث عندما يعود للقلب غلظته ؟ { فَلَمَّا كَشَفْنَا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَن لَّمْ يَدْعُنَآ إِلَىٰ ضُرٍّ مَّسَّهُ } [ يونس : 12 ] . لماذا إذن يطلب من الله النجدة وقت الخطر ، ولا يتبع التكليف ؟ يأتي الأمر إلى الرسول ليسألهم من تدعون لحظة الخطر ؟ ويأتي الجواب أيضاً من الحق سبحانه وتعالى : { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ … } .