Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 45-45)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وما دام هؤلاء القوم قد نسوا ما ذكِّروا به ، وفتح الله عليهم أبواب كل شيء ثم فرحوا بما أوتوا وأخذهم الحق بغتة ، كل ذلك يلفتنا إلى أنه يجب علينا أن نحمد الله لأنه يربي الخلق بالنقمة والنعمة ويطهر الكون من المفسدين ، وقطع دابر المفسدين مصيبة لهؤلاء المفسدين ، ونعمة من نعم الله على المؤمنين . وقد يتساءل البعض : كيف يأتي القرآن بالنقم وكأنها نعم ؟ ونجد الحق سبحانه وتعالى يقول : { يٰمَعْشَرَ ٱلْجِنِّ وَٱلإِنسِ إِنِ ٱسْتَطَعْتُمْ أَن تَنفُذُواْ مِنْ أَقْطَارِ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ فَٱنفُذُواْ لاَ تَنفُذُونَ إِلاَّ بِسُلْطَانٍ * فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ * يُرْسَلُ عَلَيْكُمَا شُوَاظٌ مِّن نَّارٍ وَنُحَاسٌ فَلاَ تَنتَصِرَانِ * فَبِأَيِّ آلاۤءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ } [ الرحمن : 33 - 36 ] . إنها نقم يتحدث عنها الحق كإرسال الشواظ من نار ونحاس ، وهي نقم بالنسبة للكافرين وعليهم ، وهي نعم للمؤمنين . ونعلم أن التهويل في أمر العذاب يجعل الناس ترتدع ، وهذا الوعيد نعمة من الله . وحين يتجلى الحق بنعمه على خلقه ويقطع دابر الظالمين ، يقول المؤمنون الحمد لله : { فَقُطِعَ دَابِرُ ٱلْقَوْمِ ٱلَّذِينَ ظَلَمُواْ وَٱلْحَمْدُ للَّهِ رَبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الأنعام : 45 ] . ويعود الحق إلى استنطاقهم بالإخبار عن المرئيات : { قُلْ أَرَأَيْتُمْ إِنْ أَخَذَ ٱللَّهُ … } .