Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 6, Ayat: 84-84)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إننا نعرف أن إسحاق هو الابن الثاني لسيدنا إبراهيم بعد إسماعيل ، ويعقوب ابن إسحاق ، وساعة ترى الهِبَة افهم أنها ليست هي الحق ، فالهبة شيء ، و " الحق " شيء آخر . الهبة . إعطاء معطٍ لمن لا يستحق لأنك حين تعطي إنساناً ما يستحقه فليس ذلك هبة بل حقاً . والحق سبحانه وتعالى يوضح : إياكم أن تعتقدوا أن أحداً من خلقي له حق عندي إلا ما أجعله أنا حقاً له ، ولكن كل شيء هِبة مني . والقمة الأولى في الهبات والعطايا هي قمة السيادة الأولى في الكون للإنسان ، ثم التكاثر من نوعية الذكر والأنثى ، حيث الذرِّية من البنين والبنات . يقول سبحانه : { لِلَّهِ مُلْكُ ٱلسَّمَاوَاتِ وَٱلأَرْضِ يَخْلُقُ مَا يَشَآءُ يَهَبُ لِمَن يَشَآءُ إِنَاثاً وَيَهَبُ لِمَن يَشَآءُ ٱلذُّكُورَ } [ الشورى : 49 ] . فهبة الأولاد لا تأتي من مجرد أنه خلق الرجل والمرأة ، وأنّ اللقاء بينهما يوجد الأولاد بل يقول سبحانه : { أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَاناً وَإِنَاثاً وَيَجْعَلُ مَن يَشَآءُ عَقِيماً } [ الشورى : 50 ] . فلو أن المسألة مجرد إجراء ميكانيكي لجاء الأولاد ، لكن الأمر ليس كذلك فمن يفهم في الملكوت تطمئن نفسه أن ذلك حاصل عن حكمة حكيم يعرف أنها هبة من الله ، حتى العقم هو هبة أيضاً فالذي يستقبله من الله على أنه هبة ويرضاه ، ولم ينظر إلى أبناء الغير بحقد أو بحسد سيجعل الله كل من تراه أبناء لك بدون تعب في حمل أو ولادة ، وبدون عناية ورعاية منك طول عمرك . ومن يرض بهبة الله من الإناث سيجد أنهن رزق من الله ويبعث له من الذكور من يتزوج الإناث ويكونون أطوع له من أبنائه لأنه رضي . إذن لا بد أن تأخذ الهبة في العطاء ، والهبة في المنع . والحق يوضح : أنا وهبت لإبراهيم إسحاق ، ومن وراء إسحاق يعقوب ، والإنسان منا يعرف أن الإنسان بواقع أقضية الكون ميّت لا محالة ، وحين يكبر الإنسان يرغب في ولد يصل اسمه في الحياة وكأنه ضمن ذلك ، فإن جاء حفيد يكون الجد قد ضمن نفسه جيلاً آخر . ولكن لنعرف قول الحق : { ٱلْمَالُ وَٱلْبَنُونَ زِينَةُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَٱلْبَاقِيَاتُ ٱلصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَاباً وَخَيْرٌ أَمَلاً } [ الكهف : 46 ] . وبقاء الذِّكْرِ في الدنيا لا لزوم له إن كان الله يحط من قدر الإنسان في الآخرة ! ! ونلحظ أن الحق قال في موقع آخر : { فَهَبْ لِي مِن لَّدُنْكَ وَلِيّاً * يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَٱجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيّاً } [ مريم : 5 - 6 ] . وامتن الله على إبراهيم لا بإسحاق فقط بل بيعقوب أيضاً ، وفوق ذلك قال : { كُلاًّ هَدَيْنَا } أي أنهما كانا من أهل الهداية . { وَنُوحاً هَدَيْنَا مِن قَبْلُ } أي أن الهداية لا تبدأ بإسحاق ويعقوب ، بل بنوح من قبل : { وَمِن ذُرِّيَّتِهِ دَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ وَأَيُّوبَ وَيُوسُفَ وَمُوسَىٰ وَهَارُونَ وَكَذَلِكَ نَجْزِي ٱلْمُحْسِنِينَ } . ويتابع الحق : { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَىٰ وَعِيسَىٰ وَإِلْيَاسَ … } .