Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 151-151)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قال يا رب اغفر لي إن كان قد بدر مني شيء يخالف منطق الصواب والحق . واغفر لأخي هارون ما صنع ، فقد كان يجب عليه أن يأخذ في قتال من عبدوا العجل حتى يمنعهم أو ينالوا منه ولو مادون القتل جرحاً أو خدشاً أو … أو … إلخ . ويطلب موسى لنفسه ولأخيه الرحمة : { وَأَدْخِلْنَا فِي رَحْمَتِكَ وَأَنتَ أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } [ الأعراف : 151 ] . وحين تسمع { أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } أو { خَيْرُ ٱلرَّازِقِينَ } ، أو { خَيْرُ ٱلْوَارِثِينَ } ، أو { أَحْسَنُ ٱلْخَالِقِينَ } ، وكل جمع هو وصف لله ، وإنه بهذا أيضاً يدعو خلقه إلى التخلق بهذا الخلق ، ويوصف به خلقه . فاعلم أن الله لم يحرمهم من وصفهم بهذه الصفات لأن لهم فيها عملاً وإن كان محدوداً يتناسب مع قدرتهم ومخلوقيتهم وعبوديتهم ، فضلاً على أنها عطاء ومنحة منه - سبحانه - أما صفات الله فهي صفات لا محدودة ولا متناهية جلالا وكمالاً وجمالاً فسبحانه { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ } [ الشورى : 11 ] ، فإذا كان خلق الله هو { أَرْحَمُ ٱلرَّاحِمِينَ } فهذا يعني أنه سبحانه لم يمنع الرحمة من خلقه على خلقه فمن رحم أخاه سُميِّ رحيماً ، وراحماً ، ولكن الله أرحم الراحمين لأن الرحمة من كل إنسان ضمان لمظهرية الغضب في هذا الأحد ، يقال : " رحمت فلاناً " أي من غضبك عليه وعقوبتك ، وإنّ عقوبتك على قدر قوتك ، لكن الله حين يريد أن يأخذ واحداً بذنب فقوته لا نهاية لها ، وكذلك رحمته أيضاً لا نهاية لها . ويقول الحق بعد ذلك : { إِنَّ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ … } .