Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 183-183)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
والإملاء هو الإمهال وهو التأخير ، أي أنه لا يأخذهم مرة واحدة ، فساعة يقوم الفاسد بالكثير من الشر في المجتمع ، نجد أهل الخير وهم يزيدون من فعل الخيرات ، ونسمع دائماً من يقول : لو لم يكن هناك إيمان لأكل الناسُ بعضهم بعضاً ، فالإيمان يُعطي الأسوة واليقين . والإملاء للظالم الكافر ليس إهمالاً له من المولى تعالى ، بلَ هو إمهال فقط ، ثم يأخذه الله أخذ عزيز مقتدر ، وهنا يوضح الحق : إذا كنت سأستدرج وسأملي فاعلم أن كيدي متين . والكيد هو المكر ، والمكر أخذهم من حيث لا يشعرون وهو عملية خفية تسوء الممكور به . وهو تدبير خفي حتى لا يملك الممكور به ملكات الدفع . وإذا كان البشر يمكرون ويدبرون تدبيراً يخفى على بعضهم ، فماذا حين يدبر الله للكافرين مكيدة أو مكراً أيستطيع واحد أن يكشف من ذلك شيئاً ؟ . طبعاً لن يستطيع أحد ذلك . هذا هو معنى { إِنَّ كَيْدِي مَتِينٌ } ومتين أي قوي ، والمتانة مأخوذة من المتن وهو الظهر ، ونعرف أن الظهر مُكوَّنٌ من عمود فقري وفقرات عظيمة ، تحيط بها عضلات . فلو كان العمود الفقري من عظم فقط لكان أي حمل عليه يكسره . فشاءت تجلياتُ رَبنا عز وجل واقتضت رحمتُه وقدرتُه أن تحاط هذه العظام بعضلتين كبيرتين ، وهما ما نسميه في عرف الجزارين " الفلتو " لحماية الظهر وتقويته ووقايته . وإذا نظرنا إلى كلمة " متين " ، نجد " المتن " هو الشيء العمودي في الأشياء ، وفي العلم مثلاً ندرس الفقه وندرس النحو ، ويقال : هذا هو المتن في الفقه ، أي الكلام الموجز الذي يختزل العلم في كلمات محددة ، والذكي هو من يستوعبه . وغالباً نجد مع المتن الموجز شرحاً للمتن ، ثم حاشية للمتن . ويقول الحق بعد ذلك : { أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُواْ مَا بِصَاحِبِهِمْ … } .