Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 193-193)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
وعلى ذلك فهي خمس مراحل - إذن - ، أكررها لتستقر في الذهن ، أولها أنه من الجائز أنه لا يَخلُق ، ومن الجائز أن يكون مخلوقاً ، ومن الجائز أنه لا يقدر أن ينتصر لغيره لأنه ضعيف ، ولا ينتصر لنفسه لأنه أضعف ، ومع ذلك إن أردت أن تهديه إلى شيء من ذلك أو إلى شيء من العلم فلا يقبل منك . وكانوا في الجاهلية حين يفزعهم أمر جسيم ينادونهم ويقولون : يا هبل ، يا لات ، يا عزى . وإن لم يصبهم أمر سكتوا عن نداء الأصنام لذلك يقول لهم الله من خلال الوحي لرسوله صلى الله عليه وسلم : { وَإِن تَدْعُوهُمْ إِلَى ٱلْهُدَىٰ لاَ يَتَّبِعُوكُمْ سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ أَمْ أَنْتُمْ صَٰمِتُونَ } [ الأعراف : 193 ] . أي إن دعوتكم لهم لا تفيد في أي أمر تماماً كصمتكم . ونلحظ أن الأسلوب هنا مختلف { سَوَآءٌ عَلَيْكُمْ أَدَعَوْتُمُوهُمْ } فلم يقل : " أدعوتموهم أم صَمَتّم " لأن الفعل يقتضي الحدوث ، ولنا أن نعرف أنهم كانوا لا يفزعون إلى آلهتهم إلا عند الأحداث الجسام . أما بقية الوقت فقد كانوا لا يكلمونهم أبداً لذلك جاءت " صامتون " لازمة ، لأنها اسم ، والاسم يقتضي الثبوت والاستمرار ، أما الفعل فيقتضي الحدوث والتجدد . والحق هنا يبلغ المشركين : سواء عليكم أدعوتموهم أم لم تدعوا ، فعدم الاستجابة متحقق فيهم وواقع منهم ، وعدم النصر لأنفسهم ولغيرهم متحقق منهم . ثم يتكلم الحق عن قضية أخرى فيقول : { إِنَّ ٱلَّذِينَ تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ … } .