Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 61-61)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

هم قالوا له : { إِنَّا لَنَرَاكَ فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ } ، المتبادر أن يكون الرد : ليس في أمري ضلال ، لكنه قال هنا : { لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ } ، أقول ذلك لنعرف أن كل حرف في القرآن موزون لموضعه . هم قالوا له : إنا لنراك في ضلال ، فيرد عليهم : ليس بي ضلالة لأن الضلال جنس يشمل الضلالات الكثيرة ، وقوله يؤكد أنه ليس عنده ضلالة واحدة . وعادة نفي الأقل يلزم منه نفي الأكثر ، مثلاً عندما يقول لك صديق : عندك تمر من المدينة المنورة ؟ تقول له : ليس عندي ولا تمرة واحدة . أنت بذلك نفيت الأقل ، وهذا أيضاً نفي للأكثر . { قَالَ يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلاَلَةٌ } . وحين ينفي نوح عن نفسه وجود أدنى ضلالة فذلك لأنه يعرف أنه لم يأت من عنده بذلك ، ولو كان الأمر كذلك لاتّهم نفسه بأن هواه قد غلبه ، لكنه مرسل من عند إله حق . { وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } [ الأعراف : 61 ] . وقوله : " ولكني " استدراك فلا تقولوا : أنا في ضلال فليس فيّ ضلالة واحدة ، لكن أنا رسول يبلغ عن الله ، الله لا يعطي غير الهدى . { رَسُولٌ مِّن رَّبِّ ٱلْعَالَمِينَ } أي من سيد العالمين ومن متولى تربية العالمين ، ومن يتولى التربية لا يُنزل منهجاً يضل به من يربيهم ، بل ينزل منهجاً ليصلح من يربيهم ، وسبحانه قبل أن يأتي بهم إلى الوجود سخر لهم كل هذا الكون ، وأمدهم بالأرزاق حتى الكافرين منهم ، ومن يعمل كل ذلك لن يرسل لهم من يضلهم . ويستمر البلاغ من نوح عليه السلام لقومه فيقول : { أُبَلِّغُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَأَنصَحُ … } .