Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 7, Ayat: 69-69)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
جاء الحق هنا بالذكر للإِنذار فقال : { لِيُنذِرَكُمْ } فقط ، وليس كما قال في قوم نوح : { وَلِتَتَّقُواْ وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ } لأن الإِنذار لم يأت لمجرد الإِنذار ، بل لنرتدع ونتقي ، لِكي نُرحم ، إذن فحين يأتي بأول الحلقة وأول الخيط وهو الإِنذار فنحن نستنتج الباقي وهو التقوى لنصل إلى الرحمة : { وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ } . وهذا كلام جديد لأن قوم نوح هم أول قوم عُذّبوا حين لم يؤمنوا ، وجاء سيدنا هود إلى عاد بعد ذلك ، يبلّغهم وينذرهم ليأخذوا العبرة من نوح وقومه : { وَٱذكُرُوۤاْ إِذْ جَعَلَكُمْ خُلَفَآءَ مِن بَعْدِ قَوْمِ نُوحٍ وَزَادَكُمْ فِي ٱلْخَلْقِ بَصْطَةً فَٱذْكُرُوۤاْ آلآءَ ٱللَّهِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ } [ الأعراف : 69 ] . ويذكرهم سيدنا هود أن الحق قد أعطى لهم أجساماً فارعة فيها بسطة وطول ، ويقال : إن الطويل منهم كان يبلغ طوله مائة ذراع ، والقصير منهم كان يبلغ طوله ستين ذراعاً ، ويأمرهم سيدنا هود أن يذكروا آلاء الله ، أي نعمه عليهم ، وأول النعم أن أرسل إليهم رسولاً يأخذ بأيديهم إلى مناطق الخير . فماذا كان ردهم ؟ يقول الحق : { قَالُوۤاْ أَجِئْتَنَا لِنَعْبُدَ … } .