Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 93-93)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

و " تولى عنهم " أي تركهم وسار بعيداً عنهم ، وحدثهم متخيلاً إياهم { لَقَدْ أَبْلَغْتُكُمْ رِسَالاَتِ رَبِّي وَنَصَحْتُ لَكُمْ } ، فكأن المنظر العاطفي الإنساني حين رأى كيف أصبحوا ، تعطف عليهم وأسى من أجلهم ، لكن يرد هذا التعاطف متسائلا متعجباً { فَكَيْفَ آسَىٰ عَلَىٰ قَوْمٍ كَافِرِينَ } ؟ إنهم نوع من الناس لا يحزن عليهم المؤمن . فما بالنا بنبي ورسول ؟ إنه يحدث نفسه وكأنه يقول : ما قصرت في مهمتي ، بل أبلغتكم رسالاتي التي تلقيتها من الله ، والرسالات إذا جمعت فالمقصود منها رسالته ورسالة الرسل السابقين في الأمور التي لم يحدث فيها نسخ ولا تغيير ، أو رسالاته أي في كل أمر بلغ به لأنه كان كلما نزل عليه حكم يبلغه لهم . أو أن لكل خير رسالة ، ولكل شر رسالة ، وقد أبلغهم كل ما وصله من الله ، ولم يقتصر على البلاغ بل أضاف عليه النصح ، والنصح غير البلاغ ، فالبلاغ أن تقول ما وصلك وينتهي الأمر ، و " النصح " هو الإلحاح عليهم في أن يثوبوا إلى رشدهم وأن يتبعوا نهج الله . ويقول الحق بعد ذلك : { وَمَآ أَرْسَلْنَا فِي قَرْيَةٍ … } .