Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 7, Ayat: 9-9)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

والسورة السابقة جاء فيها بالحالتين ، وفي هذه السورة أيضاً جاء بالحالتين ، ومن العجيب أن هذا الكلام عن الثقل والخفة وعدم وجود الحالة الثالثة وهي حالة تساوي الكفتين يأتي في أول سورة الأعراف ، ولكنه - سبحانه يقول بعد ذلك في سورة الأعراف : { وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ … } [ الأعراف : 46 ] . وهؤلاء هم الذين استوت حسناتهم وسيئاتهم ، وقد جعل لهم ربنا مكاناً يشبه عرف الفرس ، وعرف الفرس يعتبر أعلى شيء فيه ، فحينا يأتي شعر الفرس يميناً ، وحيناً يأتي شعر الفرس يساراً ، وليس هناك جهة أولى بالشعر من الأخرى . وقد أعد الحق لأصحاب الأعراف مكاناً يسمعون فيه أصحاب النار وهم ينادون أصحاب الجنة ، وأصحاب الجنة وهم ينادون أصحاب النار ، وأصحاب الأعراف يجلسون لا هم في الجنة ولا هم في النار ، فهم الذين تساوت حسناتهم وسيئاتهم ، وبذلك صحت القسمة العقلية في قول الحق سبحانه وتعالى : { وَعَلَى ٱلأَعْرَافِ رِجَالٌ يَعْرِفُونَ كُلاًّ بِسِيمَاهُمْ … } [ الأعراف : 46 ] . فلا الحسنات ثقلت ليدخلوا الجنة ، ولا السيئات خفت ليدخلوا النار ، فميزانهم تساوت فيه الكفتان . وقال بعض العلماء عن الميزان إن هناك ميزاناً بالفعل . وقال البعض إن المراد بالميزان هو العدالة المطلقة التي أقامها العادل الأعلى ، والأعجب أن الحق قال : إن هناك موازين ، فهل لكل واحد ميزان أو لكل عمل من أعمال التكليفات ميزان : ميزان العقائد ، وميزان الأحكام … إلخ ، وهل سيحاسبنا ربنا تباعاً . أو أن هناك موازين متعددة ، بدليل أن سيدنا الإِمام عليًّا عندما سألوه : أيحاسب الله خلقه جميعاً في وقت واحد ؟ فقال : وأي عجب في هذا ؟ أليس هو رازقهم في وقت واحد ؟ إذن فالميزان بالنسبة لله مسألة سهلة جدًّا . وهيّنة فسبحانه لا يتأبى عليه شيء . { وَمَنْ خَفَّتْ مَوَازِينُهُ فَأُوْلَـۤئِكَ ٱلَّذِينَ خَسِرُوۤاْ أَنْفُسَهُم بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } [ الأعراف : 9 ] . نعم هم قد خسروا أنفسهم فكل منهم كان يأخذ شهوات ويرتكب سيئات يمتع بها نفسه ، ويأتي اليوم الآخر ليجد نفسه قد خسر كل شيء ، وكما يقول المثل العام : خسر الجلد والسقط . لماذا ؟ تأتي الإِجابة من الحق : { بِمَا كَانُواْ بِآيَاتِنَا يِظْلِمُونَ } . ويقول سبحانه بعد ذلك : { وَلَقَدْ مَكَّنَّاكُمْ فِي … } .