Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 8, Ayat: 44-44)

Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

إذن رأى المؤمنون الكفار قليلاً ، ورأى الكفار المؤمنين قليلاً ، ولو كثَّر الله الكفار في أعين المؤمنين ، أو كثّر المؤمنين في أعين الكفار ما حدثت المعركة … ولكنه سبحانه وتعالى شاء أن يقلل كل فريق في نظر الآخر ليبدأ القتال ، ويحكي سيدنا عبد الله بن مسعود : لقد قلت لجار لي أظنهم سبعين ، فقال : لا بل مائة . وهكذا كان عدد الكافرين قليلاً في نظر المؤمنين ، وكان عدد المؤمنين بالفعل قليلاً في عيون الكافرين . وأيضاً شاء الحق سبحانه أن يجعل في ذلك بلاغاً من إعلامات النبوة في رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقد رأى النبي عدد الكافرين في المنام وهم قليل ، وأخبر صلى الله عليه وسلم قومه بذلك . ودار القتال الذي أراده الله تعالى : { لِيَقْضِيَ ٱللَّهُ أَمْراً كَانَ مَفْعُولاً وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } [ الأنفال : 44 ] . والأمر الحاسم هو التقاء الفئتين المتقاتلتين في معركة بدر ليفصل الله بين الحق والباطل ، وبين الإيمان والكفر حتى ترجع الأمور إلى الله ، فلكل واحد من جنود المعركة جزاءٌ من عند الله سبحانه وتعالى المؤمنون لهم جزاء على قدر نياتهم وإخلاصهم في الجهاد ، الكافرون عليهم غضب من الله تعالى . والغضب منازل ، كل منزلة من الغضب حسب أحوال صاحبها . وقول الحق سبحانه وتعالى : { وَإِلَى ٱللَّهِ تُرْجَعُ ٱلأُمُورُ } نجد فيه كلمة " الأمور " وهي جمع أمر ، وفي المعارك ألوان مختلفة من الأوامر فلكل جندي أمر ، وهناك أمر عام تنتهي إليه المعارك وهو انتصار طرف وانهزام طرف آخر . ولكي يتم النصر للمؤمنين فإن الله يطلب منهم أن يثبتوا في المعركة فيقول سبحانه وتعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُوۤاْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَٱثْبُتُواْ … } .