Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 9, Ayat: 67-67)
Tafsir: Ḫawāṭir Muḥammad Mutawallī aš-Šaʿrawī
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
ثم يعود سبحانه وتعالى إلى الأحكام التكليفية ، وعادة تكون الأحكام التكليفية من الله كلها على الذكورة ، وليس فيها على الأنوثة إلا عدد قليل من الآيات مثل قوله تعالى : { يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَسْخَرْ قَوْمٌ مِّن قَوْمٍ عَسَىٰ أَن يَكُونُواْ خَيْراً مِّنْهُمْ وَلاَ نِسَآءٌ مِّن نِّسَآءٍ عَسَىٰ أَن يَكُنَّ خَيْراً مِّنْهُنَّ … } [ الحجرات : 11 ] . وقوله تعالى : { مَنْ عَمِلَ صَالِحاً مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَىٰ … } [ النحل : 97 ] . أما باقي الأحكام فتنصبُّ على الذكورة ، وتدخل الإناث في الأحكام لأن الأنوثة مبنية على السِّتْر في الذكورة . ولكنه كان لا بد هنا من ذكر المنافقين والمنافقات على كل حدة لأن للرجال مجالس ، وللنساء مجالس ، ولكل منهما أفعال وأقوال تختلف عن الآخرين … ولذلك كان لا بد من النص على المنافقات . وقوله الحق سبحانه : { بَعْضُهُمْ مِّن بَعْضٍ } أي : لا يتميز أحد من المنافقين والمنافقات عن الآخر في الخسة والقبح والفضائح ، ويحدد الله خصالهم في قوله تعالى : { يَأْمُرُونَ بِٱلْمُنكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ ٱلْمَعْرُوفِ وَيَقْبِضُونَ أَيْدِيَهُمْ } فهم إن فعل الناس معروفاً ينهونهم عنه ، بل إنهم يشجعونهم على فعل المنكر ، وهم لا ينفقون في سبيل الله إذا طُلِبَ منهم الإنفاق . ثم يقول الحق سبحانه : { نَسُواْ ٱللَّهَ فَنَسِيَهُمْ } وهل يُنْسَى الحق سبحانه وتعالى بالفطرة ؟ لا ، ولكن المقصود أنهم نسوا مطلوبات الله وتكاليفه فنساهم الله أي أهملهم ، فمن يبعد عن الله يزده الله بُعْداً ، مصداقاً لقوله تعالى : { فِي قُلُوبِهِم مَّرَضٌ فَزَادَهُمُ ٱللَّهُ مَرَضاً … } [ البقرة : 10 ] . فإن كنت مسروراً من أنك نسيت الله فسيزيدك نسياناً ، ويختم على قلبك فلا يخرج منه الكفر أبداً . ثم يعطي الحق سبحانه الحكم : { إِنَّ ٱلْمُنَافِقِينَ هُمُ الْفَاسِقُونَ } وكلمة " منافق " - كما نعرف - مأخوذة من نفقاء اليربوع ، وهو حيوان يشبه الفأر ويسكن في الصحراء ويحفر لنفسه نفقاً في الأرض له بابان ، وإنْ ترصَّد له الصائد عند أحدهما خرج من الثاني ، وهكذا ترى أن المنافق له وجهان . والفسوق معناه الخروج عن منهج الطاعة وهو مأخوذ من " فسقت الرطب " أي : انفصلت القشرة عن الثمرة . والقشرة - كما نعلم - مخلوقة لصيانة الثمرة فإذا فسقت عنها تلفت الثمرة . والإنسان إذا فسق خرج عن طاعة الله . ثم يأتي الله بما أعدَّه للمنافقين فيقول : { وَعَدَ الله الْمُنَافِقِينَ وَٱلْمُنَافِقَاتِ … } .