Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 101, Ayat: 4-4)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { يَوْمَ يَكُونُ } : في ناصبِه أوجهٌ ، أحدُها : مضمرٌ يَدُلُّ عليه " القارعةُ ، أي : تَقْرَعُهم يومَ يكون . وقيل : تقديرُه : تأتي القارعةُ يومَ . الثاني : أنَّه " اذْكُرْ " مقدَّراً فهو مفعولٌ به لا ظرفٌ . الثالث : أنَّه " القارعة " قاله ابنُ عطية وأبو البقاء ومكي . قال الشيخ : " فإنْ كان يعني ابنُ عطيةَ عني اللفظَ الأولَ فلا يجوزُ للفَصْلِ بين العاملِ ، وهو في صلةِ أل ، والمعمولِ بأجنبيٍ وهو الخبرُ ، وإن جَعَلَ القارعةَ عَلَماً للقيامة فلا يعملُ أيضاً ، وإنْ عنى الثاني والثالثَ فلا يَلْتَئِمُ معنى الظرفيةِ معه " . الرابع : أنه فعلٌ مقدرٌ رافعٌ للقارعةِ الأولى ، كأنه قيل : تأتي القارعةُ يومَ يكون ، قال مكيٌّ . وعلى هذا فيكونُ ما بينهما اعتراضاً وهو بعيدٌ جداً منافرٌ لنَظْم الكلام . وقرأ زيد بن علي " يومُ " بالرفع خبراً لمبتدأ محذوفٍ ، أي : وقتُها يومُ يكونُ . قوله : { كَٱلْفَرَاشِ } يجوزُ أَنْ يكونَ خبراً للناقصةِ ، وأَنْ يكونَ حالاً مِنْ فاعلِ التامَّةِ ، أي : يُوْجَدُون ويُحْشَرونَ شِبْهَ الفَراشَ ، وهو طائرٌ معروفٌ وقيل : هو الهَمَجُ من البعوضِ والجَرادِ وغيرهما ، وبه يُضْرَبُ المَثَلُ في الطَّيْشِ والهَوَجِ يقال : " أَطَيْشُ مِنْ فَراشة " وأُنْشد : @ 4632ـ فَراشَةُ الحُلْمِ فِرْعَوْنُ العذابِ وإنْ يُطْلَبُ نَداه فكَلْبٌ دونَه كَلْبُ @@ وقال آخر : @ 4633ـ وقد كانَ أقوامٌ رَدَدْتُ قلوبَهُمْ عليهم وكانوا كالفَراشِ من الجهلِ @@ والفَراشةُ : الماءُ القليل في الإِناءِ ، وفَراشة القُفْلِ لشَبَهها بالفَراشة . وفي تشبيه الناسِ بالفَراشِ مبالغاتٌ شتىٰ منها : الطيشُ الذي يلْحَقُهم ، وانتشارُهم في الأرض ، ورُكوبُ بعضِهم بعضاً ، والكثرةُ والضَّعْفُ والذِّلَّةُ والمجيءُ مِنْ غيرِ ذَهابٍ . والقَصْدُ إلى الداعي من كل جهةٍ ، والتطايرُ إلى النار . قال جرير : @ 4634ـ إنَّ الفرزدقَ ما عَلِمْتَ وقومَه مثلُ الفَراشِ غَشِيْنَ نارَ المُصْطَلي @@ والعِهْنُ تقدَّم في سأل .