Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 11, Ayat: 77-78)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { سِيۤءَ } : فعلٌ مبنيٌّ للمفعول . والقائمُ مقامُ الفاعل ضميرُ لوط مِنْ قولِك " ساءني كذا " أي : حَصَل / لي سُوْءٌ . و " بهم " متعلقٌ به أي : بسببهم . و " ذَرْعاً " نصبٌ على التمييز ، وهو في الأصل مصدر ذَرَعَ البعير يَذْرَع بيديه في سَيْره إذا سار على قَدْر خَطْوِه ، اشتقاقاً من الذِّراع ، ثم تُوُسِّع فيه فوُضِعَ مَوْضِعَ الطاقة والجهد فقيل : ضاق ذَرْعُه أي : طاقتُه قال : @ 2690 ـ … فاقدِرْ بذَرْعِك وانظر أين تَنْسَلِكُ @@ وقد يقع الذِّراعُ موقِعَه قال : @ 2691 إذا التَّيَّازُ ذو العَضَلاتِ قُلْنا إليك إليك ضاقَ بها ذِراعا @@ قيل : هو كنايةٌ عن ضِيق الصدر . وقوله : { عَصِيبٌ } العَصِيْبُ والعَصَبْصَبُ والعَصُوب : اليوم الشديد ، الكثير الشرِّ الملتفُّ بعضُه ببعض قال : @ 2692 وكنت لِزازَ خَصْمِكَ لم أُعَرِّدْ وقد سَلكوك في يومٍ عصيبِ @@ وعن أبي عُبَيْد : " سُمِّي عَصِيباً لأنه يعصب الناسَ بالشرِّ " . والعِصَابَةُ : الجماعة من الناس سُمُّوا بذلك لإِحاطتهم إحاطةَ العَصابة . قوله : { يُهْرَعُونَ } في محل نصب على الحال . والعامَّة على " يُهرعون " مبنياً للمفعول . والإِهراع : الإِسراع ويقال : وهو المَشْيُ بين الهَرْوَلة والجَمَز . وقال الهروي : هَرَع وأَهْرَعَ : اسْتَحَثَّ . وقرأت فرقة : " يَهْرعون " بفتح الياء مبنياً للفاعل مِنْ لغة " هَرَع " . قوله : { هَـٰؤُلاۤءِ بَنَاتِي } جملةٌ برأسها ، و " هنَّ أطهرُ لكم " جملةٌ أخرىٰ ، ويجوز أن يكونَ " هؤلاء " مبتدأ ، و " بناتي " بدلٌ أو عطفُ بيان ، و " هنَّ " مبتدأ ، و " أَطْهَرُ " خبره ، والجملةُ خبر الأول . ويجوز أن يكونَ " هنَّ " فَصْلاً ، و " أطهر " خبر : إمَّا لـ " هؤلاء " ، وإمَّا لـ " بناتي " ، والجملةُ خبر الأول . وقرأ الحسن وزيد بن علي وسعيد بن جبير وعيسىٰ بن عمر والسدي : " أطهرَ " بالنصب . وخُرِّجت على الحال . فقيل : " هؤلا " مبتدأ ، و " بناتي هُنَّ " جملةٌ في محلِّ خبره ، و " أطهر " حال ، والعاملُ : إمَّا التنبيهُ وإمَّا الإِشارةُ . وقيل : " هنَّ " فَصْلٌ بين الحال وصاحبها ، وجُعِل من ذلك قولُهم : " أكثر أكلي التفاحةَ هي نضيجةً " . ومنعه بعض النحويين ، وخرَّج الآيةَ على أن " لكم " خبر " هن " فلزمه على ذلك أن تتقدَّم الحالُ على عاملها المعنوي ، وخرَّجَ المَثَلَ المذكور على أن " نضيجة " منصوبة بـ " كان " مضمرة . قوله : { وَلاَ تُخْزُونِ فِي ضَيْفِي } : الضيف في الأصل مصدرٌ ، ثم أطلق على الطارق لميلانه إلى المُضيف ، ولذلك يقع على المفرد والمذكر وضدَّيهما بلفظٍ واحدٍ ، وقد يُثنَّى فيقال : ضَيْفان ، ويُجْمع فيقال : أضايف وضُيوف كأبيات وبُيوت وضِيفان كحَوْض وحِيضان .