Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 112, Ayat: 1-1)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله : { قُلْ هُوَ ٱللَّهُ أَحَدٌ } : في " هو " وجهان ، أحدهما : أنه ضميرٌ عائدٌ على ما يفْهَمُ من السياقِ ، فإنه يُرْوى في الأسباب : أنَّهم قالوا لرسولِ الله صلَّى الله عليه وسلم : صِفْ لنا ربَّك وانْسُبْه . وقيل : قالوا له : أمِنْ نُحاس هو أم مِنْ حديدٍ ؟ فنَزَلَتْ . وحينئذٍ يجوزُ أَنْ يكونَ " الله " مبتدأً ، و " أَحَدٌ " خبرُه . والجملةُ خبرُ الأولُ . ويجوزُ أَنْ يكونَ " اللَّهُ " بدلاً ، و " أحدٌ " الخبرَ . ويجوزُ أَنْ يكونَ " اللَّهُ " خبراً أوَّلَ ، و " أحدٌ " خبراً ثانياً . ويجوزُ أَنْ يكونَ " أحدٌ " خبرَ مبتدأ محذوفٍ ، أي : هو أحدٌ . والثاني : أنَّه ضميرُ الشأنِ لأنه موضعُ تعظيمٍ ، والجلمةُ بعدَه خبرُه مفسِّرِةٌ . وهمزةُ " أحد " بدلٌ من واوٍ ، لأنَّه من الوَحْدة ، وإبدالُ الهمزةِ من الواوِ المفتوحةِ . وقيل : منه " امرأةٌ أناة " من الوَنىٰ وهو الفُتورُ . وتقدَّم الفرقُ بين " أحد " هذا و " أحد " المرادِ به العمومُ ، فإنَّ همزةُ ذاك أصلٌ بنفسِها . ونَقَل أبو البقاءِ أنَّ همزةَ " أحد " هذا غيرُ مقلوبةٍ ، بل أصلٌ بنفسِها كالمرادِ به العمومُ ، والمعروفُ الأولُ . وفَرَّق ثعلب بين " واحد " وبين " أحد " بأنَّ الواحدَ يدخُلُه العَدُّ والجمعُ والاثنان ، و " أحَد " لا يَدْخُلُه ذلك . ويقال : اللَّهُ أحدٌ ، ولا يقال : زيدٌ أحدٌ ؛ لأنَّ للَّهِ تعالى هذه الخصوصيةَ ، وزَيْدٌ له حالاتٌ شتى . ورَدَّ عليه الشيخُ : بأنَّه يُقال : أحد وعشرونَ ونحوه فقد دخلَه العددُ " أنتهى . وقال مكي : " إنَّ أَحَدَاً أصلُه وَأَحَد ، فأُبْدِلَتِ الواوُ همزةً فاجتمع ألفان ، لأنَّ الهمزةَ تُشْبه الألفَ ، فحُذِفَتْ إحداهما تخفيفاً " . وقرأ عبد الله وأُبَيُّ { اللَّهُ أحدٌ } دونَ " قُلْ " وقرأ النبي صلَّى الله عليه وسلَّم " أحدٌ " بغيرِ " قل هو " وقرأ الأعمش : " قل هو اللَّهُ الواحد " . وقرأ العامَّةُ بتنوين " أحدٌ " وهو الأصلُ . وزيد بن علي وأبان ابن عثمان وابن أبي إسحاق والحسن وأبو السَّمَّال وأبو عمروٍ في روايةٍ في عددٍ كثيرٍ بحذف التنوين لالتقاء الساكنين كقولِه : @ 4675ـ عمرُو الذي هَشَمَ الثَّريدَ لقومِه ورجالُ مكةَ مُسْنِتُون عِجافُ @@ وقال آخر :