Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 12, Ayat: 9-9)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
قوله تعالى : { أَرْضاً } : فيه ثلاثة أوجه ، أحدها : أن تكون منصوبة على إسقاط الخافض تخفيفاً أي : في أرضٍ كقوله تعالى : { لأَقْعُدَنَّ لَهُمْ صِرَاطَكَ } [ الأعراف : 16 ] ، وقوله : @ 2741 ـ … … كما عَسَل الطريقَ الثعلبُ @@ وإليه ذهب الحوفيُّ وابن عطية . والثاني : النصب على الظرفية . قال الزمخشري : " أرضاً منكورةً مجهولةً بعيدةً من العمران ، وهو معنى تنكيرها وإخلائِها من الناس ، ولإِبهامِها من هذا الوجه نُصِبَتْ نَصْبَ الظروفِ المبهمة " . وقد رَدَّ ابن عطية هذا الوجه فقال : " وذلك خطأ ؛ لأنَّ الظرفَ ينبغي أن يكون مبهماً ، وهذه ليست كذلك بل هي أرضٌ مقيَّدة بأنها بعيدة أو قاصِيَةٌ أو نحو ذلك ، فزال بذلك إبهامُها ومعلومٌ أنَّ يوسفَ لم يَخْلُ مِن الكون في أرضٍ ، فتبيَّن أنهم أرادوا أرضاً بعيدة غيرَ التي هو فيها قريبٌ مِنْ أبيه " . واستحسن الشيخ هذا الردَ وقال : " وهذا الردُّ صحيح لو قلت : جلست داراً بعيدة أو مكاناً بعيداً لم يصحَّ إلا بواسطة " في " ، ولا يجوز حَذْفُها إلا في ضرورةِ شعرٍ ، أو مع " دَخَلْت " على الخلاف في " دَخَلْت " أهي لازمةٌ أم متعديةٌ ؟ " . قلت : وفي الكلامَيْن نظرٌ ؛ إذ الظرفُ المبهم عبارة عَمَّا ليس له حدودٌ تَحْصُره ولا أقطارٌ تحويه ، و " أرضاً " في الآية الكريمة من هذا القبيل . الثالث : أنها مفعولٌ ثانٍ ، وذلك إنْ تَضَمَّن " اطرحوه " أَنْزِلوه ، وأَنْزِلوه يتعدَّى لاثنين قال تعالىٰ : { أَنزِلْنِي مُنزَلاً مُّبَارَكاً } [ المؤمنون : 29 ] . وتقول : أَنْزَلْت زيداً الدار . والطَّرْح : الرَّمْي ، ويُعَبَّر به عن الاقتحام في المخاوف . قال عُرْوة بن الورد : @ 2742 ومَنْ يَكُ مثلي ذا عيالٍ ومُقْتِراً من المال يَطْرَحْ نفسَه كلَّ مَطْرَحِ @@ و " يَخْلُ لكم " جوابُ الأمر ، وفيه الإِدغام والإِظهار ، وقد تقدَّم تحقيقُهما عند قوله تعالى : { يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلاَمِ } [ آل عمران : 85 ] .