Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 13, Ayat: 16-16)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

وقرأ الأخَوان وأبو بكر عن عاصم " يَسْتوي " بالياء من تحتُ ، والباقون بالتاء من فوق ، والوجهان واضحان باعتبار أنَّ الفاعلَ مجازيٌّ التأنيث ، فيجوز في فِعْله التذكيرُ والتأنيثُ ، كنظائرَ له مرَّتْ . وقوله : " أَمْ هَلْ " هذه " أم " المنقطعةُ ، فتتقدَّر بـ " بل " والهمزةِ عند الجمهور ، و بـ " بل " وحدَها عند بعضهم ، وقد تقدَّم ذلك محرِّراً ، وقد يَتَقَوَّى بهذه الآيةِ مَنْ يرى تقديرَها بـ " بل " فقط بوقوع " هَل " بعدها ، فلو قَدَّرْناها بـ " بل " والهمزةِ لزم اجتماعُ حرفَيْ معنى ، فَتُقَدِّرها بـ " بل " وحدها ولا تقويةَ له ، فإنَّ الهمزةَ قد جامَعَتْ " هل " في اللفظ كقول الشاعر : @ 2850 - … أهلْ رَأَوْنا بوادِي القُفِّ ذي الأَكَمِ @@ فَأوْلَى أن يجامِعَها تقديراً . ولقائلٍ أن يقول : لا نُسَلِّمُ أنَّ " هل " هذه استفهاميةٌ بل بمعنى " قد " ، وإليه ذهب جماعةٌ ، وإن لم يجامِعْها همزةٌ كقولِه تعالى : { هَلْ أَتَىٰ عَلَى ٱلإِنسَانِ حِينٌ } [ الإِنسان : 1 ] ، أي : قد أتى ، فهنا أَوْلى ، والسماعُ قد رَوَدَ بوقوع " هل " بعد " أم " وبعدمِه . فمِنَ الأوَّلِ هذه الآيةُ ، ومن الثاني وما بعدها مِنْ قولِه : " اَمْ جَعَلوا " ، وقد جمع الشاعرُ أيضاً بين الاستعمالين في قوله : @ 2851 - هل ما عَلِمْتَ وما استُودِعْتَ مكتومُ أم حَبْلُها إذ نَأَتْكَ اليومَ مَصْرومُ أَمْ هَلْ كبيرٌ بكَى لم يَقْضِ عَبْرَتَه إثرَ الأحبَّةِ يومَ البَيْنَ مَشْكُومُ @@ / والجملةُ من قوله : خَلَقوا " صفةٌ لشركاء .