Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 10-10)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { أَفِي ٱللَّهِ شَكٌّ } : يجوز في " شَكٌّ " وجهان ، أظهرُهما : أنه فاعل بالجارِّ قبله ، وجاز ذلك لاعتماده على الاستفهام . والثاني : أنه مبتدأٌ وخبره الجارُّ ، والأولُ أوْلَى ، بل كان ينبغي أن يَتَعَيَّن لأنه يلزمُ مِنَ الثاني الفصلُ بين الصفة والموصوفِ بأجنبيّ وهو المبتدأ ، وهذا بخلاف الأول ، فإنَّ الفاصلَ ليسَ أجنبياً ؛ إذ هو فاعلٌ ، والفاعلُ كالجزء من رافعه . ويدلُّ على ذلك تجويزُهم : " ما رأيت رجلاً أحسنَ في عينه الكحلُ منه في عين زيد " بنصب " أحسنَ " صفةً ورفع " الكحلُ " فاعلاً بأَفْعَلَ ، ولم يَضُرَّ الفصلُ به بين أَفْعَل وبين " مِنْ " لكونه كالجزء مِنْ رافعِه ، ولم يُجيزوا رَفْعَ " أحسن " خبراً مقدَّماً و " الكحلُ " مبتدأ مؤخر ، لئلا يلزم الفصلُ بين أَفْعَل وبين " مِنْ " بأجنبي . ووجهُ الاستشهادِ من هذه المسألة : أنهم جعلوا المبتدأَ أجنبياً بخلاف الفاعل ، ولهذه المسألةِ موضعٌ غيرُ هذا . وقرأ العامَّةُ " فاطرِ " بالجرِّ . وفيه وجهان : النعتُ والبدليةُ ، قاله أبو البقاء : وفيه نظر ؛ فإنَّ الإِبدالَ بالمشتقاتِ يَقِلُّ ، ولو جعله عطفَ بيانٍ كان أسهلَ . قال الزمخشريُّ : " أُدْخِلَتْ همزةُ الإِنكارِ على الظرف ، لأنَّ الكلامَ ليس في الشَّكِّ ، إنما هو في المشكوك فيه ، وأنه لا يحتمل الشكَّ لظهورِ الأدلَّةِ وشهادتِها عليه / . وقوله : " لِيَغْفِرَ " اللامُ متعلِّقةٌ بالدعاء ، أي : لأجلِ غفران ربِّكم ، كقوله : @ 2870 - دَعَوْتُ لِما نابني مِسْور ا فَلَبَّى فَلَبَّى يَدَيْ مِسْوَرِ @@ ويجوز أن تكونَ اللامُ مُعَدِّيةً كقولِك : دَعَوْتُكَ لِزيدٍ ، وقوله : { إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى [ ٱلإِيمَانِ ] } [ غافر : 10 ] . والتقدير : يَدْعُوْكم إلى غفرانِ ذنوبِكم . وقوله : { أَن تَصُدُّونَا } العامَّة على تخفيفِ النون . وقرأ طلحةُ بتشديدها كما شدَّد " تَدْعُونَّا " . وفيها تخريجان ، أحدُهما : ما تقدَّم في نظيرتِها على أَنْ تكونَ " أَنْ " هي المخففةَ لا الناصبةَ ، واسمُها ضميرُ الشأنِ ، وشذَّ عَدَمُ الفصلِ بينها وبين الجملة الفعلية . والثاني : أنها الناصبةُ ، ولكنْ أُهْمِلَتْ حملاً على " ما " المصدريَّةِ ، كقراءةِ " أَنْ يُتِمُّ " برفع " يُتِمُّ " . وقد تقدَّمَ القولُ فيه . و " مِنْ " في { مِّن ذُنُوبِكُمْ } قيل : مزيدةٌ . وقيل : تبعيضيةٌ . وقيل : بمعنى البدلِ , أي : بدلَ عقوبةِ ذنوبكم ، كقوله : { أَرَضِيتُمْ بِٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا مِنَ ٱلآخِرَةِ } [ التوبة : 38 ] . قوله : " تُرِيْدون " يجوز أن يكونَ صفةً ثانيةً لـ " بَشَرٌ " ، وحُمِل على معناه ؛ لأنَّ بمنزلةِ القومِ والرَّهْط ، كقوله : { أَبَشَرٌ يَهْدُونَنَا } [ التغابن : 6 ] وأَنْ يكونَ مُسْتَأنفاً .