Back to subchapter overview

Subchapter (Sura: 14, Ayat: 9-9)

Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn

The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com

قوله تعالى : { قَوْمِ نُوحٍ } : بدلٌ أو عطفُ [ بيانٍ ] . قوله : { وَٱلَّذِينَ مِن بَعْدِهِمْ } يجوز أن يكونَ عطفاً على الموصولِ الأولِ ، او على المبدل منه ، وأن يكونَ مبتدأً ، خبرُه { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } ، و " جاءَتْهُم " خبر آخر . وعلى ما تقدَّم يكون " لا يعلمهم " حالاً من " الذين " ، أو من الضمير في { مِن بَعْدِهِمْ } لوقوعِه صلةً ، وهذا عنى أبو البقاء بقوله : " حال من الضمير في { مِن بَعْدِهِمْ } ، ولا يُريد به الضميرَ المجرورَ ، لأنَّ مذهبَه مَنْعُ الحالِ من المضاف إليه ، وإن كان بعضُهم جَوَّزه في صورٍ . وجَوَّز أيضاً هو الزمخشري أن تكونَ استئنافاً . وقال الزمخشري : " والجملةُ مِنْ قولِه { لاَ يَعْلَمُهُمْ إِلاَّ ٱللَّهُ } اعتراضٌ . ورَدَّ عليه الشيخ بأنَّ الاعتراضَ إنما يكون بين جُزْأَيْن أحدهما يطلب الآخر ، ولذلك لمَّا أَعْرَبَ الزمخشريُّ " والذين " مبتدأً و " لا يَعْلمهم " خبره ، قال : " والجملةُ مِنَ المبتدأ والخبر اعتراضٌ " . واعترضه الشيخُ أيضاً بما تقدَّم . ويمكنُ أن يُجابَ عنه في الموضعين : بأنَّ الزمخشريَّ يمكن أن يعتقدَ أنَّ " جاءَتْهم " حالٌ مما تقدَّم ، فيكون الاعتراضُ واقعاً بين الحالِ وصاحبِها ، وهذا كلامٌ صحيح . قوله : { فَرَدُّوۤاْ أَيْدِيَهُمْ فِيۤ أَفْوَاهِهِمْ } يجوز أن تكونَ الضمائرُ للكفَّارِ ، أي : فَرَدَّ الكفارُ أيديَهم في أفواههم من الغيظ . و " في " على بابِها من الظرفية ، أو فَرَدُّوا أيديَهم على أفواههم ضحكاً واستهزاءً . فـ " في " بمعنى على ، أو أشاروا بأيديهم إلى ألسنتهم وما نطقوا به من قولِهم : إنَّا كَفَرْنا ، فهي بمعنى إلى . ويجوز أن يكونَ المرفوعُ للكفار والآخران للرسل ، على أن يُراد بالأيدي النِّعَم ، أي : رَدُّوا نِعَمَ الرُّسُل وهي نصائحُهم في أفواهِ الرسل ، لأنهم إذا كَذَّبوها كأنهم رَجَعوا بها من حيث جاءَتْ على سبيل المثل . [ ويجوز أن يُراد هذا المعنى ، والمرادُ بالأيدي الجوارح ] . ويجوز أن يكون الأوَّلان للكفار ، والأخيرُ للرسُل ، أي : فَرَدَّ الكفارُ أيديَهم في أفواهِ الرسُل ، أي : أطبِقُوا أفواهَكم ، يشيرون إليهم بالسكوت ، أو وَضَعُوها على أفواههم يمنعونهم بذلك من الكلامِ . وقيل : " في " هنا بمعنى الباء . قال الفراء : " قد وَجَدْنَا من العرب مَنْ يجعل " في " موضعَ الباء . يُقال : أَدْخَلَكَ بالجنَّة ، وفي الجنَّة ، وأنشَد : @ 2869 - وأرغَبُ فيها عن لَقيطٍ ورَهْطِهِ ولكنَّني عن سِنْبِسٍ لستُ أرغبُ @@ أي : أرغب بها . وقال أبو عبيدةَ : " هذا ضَرْبُ مَثَلٍ ، تقول العرب : " رَدَّ يَدَه في فيه " ، إذا أمسكَ عن الجوابِ " ، وقاله الأخفش أيضاً . وقال القتيبي : " لم نسمعْ أحداً يقول : " رَدَّ يده في فيه " إذا تَرَكَ ما أُمِرَ به " . ورُدَّ عليه ، فإنَّ مَنْ حَفِظَ حجةٌ على مَنْ يَحْفَظْ . وقرأ طلحة " تَدْعُونَّا " بإدغامِ نونِ الرفع في نون الضميرِ ، كما تُدْغَم في نونِ الوقاية .