Back to subchapter overview
Subchapter (Sura: 14, Ayat: 16-16)
Tafsir: ad-Durr al-maṣūn fī ʿulūm al-kitāb al-maknūn
The Arabic texts on this page originate from AlTafsir.com
و { مِّن وَرَآئِهِ جَهَنَّمُ } : جملةٌ في محل جَرٍّ صفةً لـ " جبارٍ " . ويجوز أَنْ تكونَ الصفةُ وحدَها الجارِّ ، و " جهنمُ " فاعلٌ به . وقوله : " ويُسْقََى " صفةٌ معطوفةٌ على الصفةِ قبلَها ، جملةٌ فعلية على اسمية . وإنْ جَعَلْتَ الصفةَ من الجارِّ وحدَه ، وعَلَّقْته بفعلٍ كان من عطفِ فعليةٍ على فعلية . وقيل : عطفٌ على محذوفٍ ، أي : يُلْقَى فيها ويُسْقَى . و " وراء " هنا على بابها . وقيل : بمعنى " أمام " فهو من الأضداد ، وهذا عنى الزمخشري بقوله : " منْ بين يديه " وأنشد : @ 2871 - عَسَى الكربُ الذي أَمْسَيْتُ فيه يكون وراءَه فَرَجٌ قريبُ @@ وهو قولُ أبي عبيدة وقطرب وابن جرير . وقال الآخَرُ في ذلك : @ 2872 - أيَرْجُو بنو مروانَ سَمْعي وطاعتي وقومي تميمٌ والفلاةُ ورائِيا @@ أي : قُدَّامي . وقال آخر : @ 2873 - أليس ورائي إنْ تراخَتْ مَنِيَّتي لُزومُ العَصَا تُحْنى عليها الأَصابعُ @@ وقال ثعلب : " هو اسمٌ لِما توارَى عنك ، سواءً كان خلفَكَ أم قدَّامك " . قوله : { مِن مَّآءٍ صَدِيدٍ } في " صديد " ثلاثةُ أوجهٍ . أحدُها : أنه نعتٌ لـ " ماء " وفيه تأويلان ، أحدهما : أنه على حَذْفِ أداة التشبيه ، أي : ماءٍ مثلِ صديد ، وعلى هذا فليس الماءُ الذي يَشْرَبونه صَديداً ، بل مثلُه . والثاني : أنَّ الصديدَ لَمَّا كان يُشبه الماءَ أُطْلِقَ عليه ماءٌ ، وليس هو ماءً حقيقةً ، وعلى هذا فيكونون يشربون نفسَ الصديد المُشْبِهِ للماء . وهو قول ابن عطية . وإلى كونِه صفةً ذَهَبَ الحوفيُّ وغيره . وفيه نظرٌ ؛ إذ ليس بمشتقٍ ، إلا على مَنْ فسَّره بأنه صَدِيدٌ بمعنى مَصْدود ، أخذه مِن الصَّدِّ ، فكأنه لكراهيِتِه مَصْدودٌ عنه ، أي : يَمْتنع عنه كلُّ أحدٍ . الثاني : أنه عطفُ بيانٍ ، وإليه ذهب الزمخشريُّ ، وليس مذهبَ البصريين جريانُه في النكرات ، إنما قال به الكوفيون ، وتَبعهم الفارسيُّ أيضاً . الثالث : أن يكونَ بدلاً . وأعرب الفارسيُّ " زَيتونةٍ " مِنْ قولِه : " [ بُوْقَدُ ] مِنْ شجرةٍ مباركةٍ زَيْتُونةٍ " عطفَ بيان أيضاً . والصَّديدُ : ماءٌ يسيل مِنْ أجساد أهل النار . وقيل : ما حالَ بين الجلدِ واللحمِ مِنَ القَيْحِ .